♦️بعد فليك وكونتي وغالتييه... يوفنتوس يفك الارتباط مع بيرلو وبوكيتينو يفكر بترك سان جيرمان
الجمعة - 16 شوال 1442 هـ - 28 مايو 2021 مـ رقم العدد [ 15522]
زيدان يحمل كأس الدوري الإسباني آخر ألقابه مع الريال الموسم الماضي (أ.ب)
مدريد - لندن: «الشرق الأوسط»
في تواصل لمسلسل رحيل المدربين الكبار عن فرقهم خلال الأيام القلية الماضية، أعلن أمس الفرنسي زين الدين زيدان استقالته من منصبه كمدرب لريال مدريد الإسباني وقبل نهاية عقده في عام 2022.
وقال ريال مدريد في بيان له: «يعلن النادي أن زين الدين زيدان قرر إنهاء ولايته الحالية كمدرب والريال يحترم قراره». وأضاف «زيدان هو أحد أعظم أساطير ريال مدريد وأسطورته تتجاوز ما كان عليه كمدرب ولاعب لنادينا وسيبقى الريال بيته دائماً». وجاء ذلك تأكيداً للمعلومات التي تداولتها الصحافة الإسبانية خلال الأيام الماضية.
ويأتي قرار رحيل زيدان عن الريال بعد أيام قليلة من مغادرة مدربين كبار لأنديتهم حتى بعد أن حققوا معها التتويج بالبطولات المحلية مثل هانزي فليك الذي ترك بايرن ميونيخ بعد قيادته للدوري الألماني، وأنطونيو كونتي الذي غادر الإنتر بعد التتويج باللقب الإيطالي، وكريستوف غالتييه الذي حقق إنجازا مفاجئا بقيادة ليل للقب الفرنسي. ولم يكن وداع زيدان لريال مدريد الذي خسر لقب الدوري الإسباني لصالح جاره أتلتيكو مفاجئا، بل كان هو الحديث المتداول في الصحف الإسبانية على مدار الأشهر الأخيرة للموسم.
وبعد وداع مظفّر كلاعب في العام 2006 ثم رحيله الأول كمدرب في مايو (أيار) 2018، بعد خمسة أيام من فوزه بدوري أبطال أوروبا لثلاث مرات متتالية في إنجاز غير مسبوق، يترك زيدان ريال مدريد للمرة الثالثة بأرقام باهتة وموسم خالٍ من أي لقب.
فإلى جانب خسارة لقب الدوري، خرج ريال مدريد من دوري الأبطال الموسم الحالي في نصف النهائي على يد تشيلسي الإنجليزي.
زيدان صانع الألعاب الساحر والذي تحوّل إلى مدرب ناجح وتمتلئ خزائنه بالألقاب أبرزها كأس العالم مع فرنسا عام 1998، غالباً ما وجد نفسه تحت مقصلة قرارات لا يمكن التنبؤ بها، حتى موعد رحيله عن ريال مدريد أمس.
واعتادت الجماهير على قرارات صادمة من زيدان عندما كان لاعباً وأيقونة كرة القدم الفرنسية، وبقي في سن الـ48 عاماً وفياً لعاداته. وأبرز مثال على ذلك: بعد قرار اعتزاله اللعب دولياً في عام 2004 عاد بشكل فجائي إلى منتخب فرنسا في عام 2005 وقاده إلى نهائي مونديال 2006 ليخسر بركلات الترجيح أمام إيطاليا. ثم أسدل الستار على مسرحية نهائي 2006 عندما وجه «بطل الرواية» زيدان نطحة للمدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي تلقى على أثرها بطاقة حمراء وانتهت معها مسيرته كلاعب. وفي حياته الثانية، وتحديداً كمدرب كان بإمكان زيدان أن يستمتع بشهرته وبمردوه المالي من شراكاته الإعلانية، مع تولي مهمة قيادة الريال موسم 2020 - 2021 ثم الفوز بثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا متتالية والدوري الإسباني الموسم الماضي، إلا أنه أراد أن يظل صادما بقرار المغادرة مجددا.
وترشح التوقعات عدة أسماء لتولي المهمة خلفا لزيدان منها الإيطالي كونتي الذي انفصل عن إنتر ميلان أول من أمس بعد أن قاده للتتويج بلقب الدوري الإيطالي هذا الموسم، وكذلك يتردد اسم أسطورة النادي الملكي السابق راؤول غونزاليس الذي يتولى حاليا قيادة الفريق الثاني.
ويذكر أن مسلسل مغادرة المدربين الذين حققوا إنجازات جيدة مع فرقهم قد توالت منذ أن قرر الألماني هانزي فليك الرحيل عن البايرن بعد أن قاده للثلاثية التاريخية الموسم الماضي والاحتفاظ بلقب الدوري المحلي هذا الموسم من أجل تولي تدريب منتخب ألمانيا بعد نهائيات كأس أمم أوروبا هذا الصيف. وبعدما تسلم الإدارة الفنية للعملاق البافاري في شتاء عام 2019 أصبح فليك أحد أكثر المدربين نجاحاً في تاريخ بايرن ميونيخ حيث قاده إلى الفوز بسبعة ألقاب، بينها لقبان في الدوري وواحد في مسابقة دوري أبطال أوروبا (2020)، وحظي بتقدير الجميع في غرف الملابس لاستماعه وتعاطفه ولكن أيضاً من قبل المشجعين بسبب الألقاب التي ساهم في إحراز بايرن ميونيخ لها، لكن التوترات الداخلية والخلاف مع المدير الرياضي حسن صالح حميديتش كان له أكبر الأثر في إنهاء رحلته القصيرة مع الفريق رغم أن عقده كان من المقرر أن يستمر حتى صيف عام 2023.
وبعد رحيل فليك كان هناك قرار مفاجئ آخر من مدرب صنع إنجازا أقل ما يوصف بأنه خارق، وهو غالتييه الذي قاد نادي ليل للتويج بالدوري الفرنسي كاسرا احتكار باريس سان جيرمان القوي والغني للقب. وبعد يوم واحد من التتويج أعلن غالتييه استقالته ولم تفلح محاولات رئيس النادي في إقناعه بالعدول عن قراره. ثم كان قرار أنطونيو كونتي بمغادرة الإنتر بعد إعادة الفريق إلى قمة كرة القدم الإيطالية بطلا للدوري للمرة الأولى منذ 11 عاماً، صادما أيضا لكل المتابعين محليا وأوروبيا. ووصل كونتي، 51 عاماً، إلى الإنتر في مايو من العام 2019 وحقق المركز الثاني في عامه الأول، ثم نجح هذا الموسم في اقتناص اللقب عن جداره ليكسر احتكار يوفنتوس للبطولة لتسعة أعوام متتالية. ودخل كونتي في خلاف شديد مع إدارة النادي ومجموعة «سونينغ» الصينية المالكة، بسبب سياسة التقشف ومطالبتها له بالتخلي عن بعض اللاعبين، ما اضطره للاستقالة.
وما زال مسلسل تغيير المدربين يتوالى بعد كشف وسائل إعلام إيطالية عن أن يوفنتوس استغنى عن خدمات مدربه أندريا بيرلو وإعادة ماسيميليانو أليغري للمنصب الذي تركه قبل عامين. وقالت شبكة سكاي إيطاليا: «أليغري سيتولى تدريب يوفنتوس للمرة الثانية بعد عامين من رحيله بعد توصله لاتفاق جديد مع إدارة النادي».
كما يتردد أن الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب باريس سان جيرمان يفكر في العودة إلى ناديه السابق توتنهام هوتسبير اللندني بعد فشله في قيادة فريقه الحالي للدفاع عن لقب الدوري الفرنسي هذا الموسم. واستغنى توتنهام عن خدمات بوكيتينو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بعد أن قاد الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن في الموسم الحالي احتل توتنهام المركز السابع بين فرق الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الاستغناء عن مدربه البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو وتولي رايان ميسون المهمة بشكل مؤقت.
وتولى بوكيتينو قيادة سان جيرمان في يناير (كانون الثاني) الماضي وتوج معه بلقب واحد فقط هو كأس فرنسا بعد أن فقد لقب الدوري بفارق نقطة واحدة فقط لصالح ليل، وودع دوري أبطال أوروبا من الدور قبل النهائي.
الشرق الاوسط
زيدان ينفصل عن ريال مدريد... ومسلسل رحيل المدربين الكبار يتواصل