ارشيف الذكرى
السبت 27 شباط 2016
بقلم عبد الهادي محفوظ
بلدة "معركة" اسم على مسمّـى. فلها شرف المزاوجة بين الإنتفاضة المدنية والمسلحة في آن معا. ولها مع محيطها في "القرى السبع" شرف احتضان القادة الشهداء محمد سعد وخليل جرادي وداوود داوود. ولها الشرف والعزة في أنها كسرت الخوف من جيش الإحتلال الذي روّج لفكرة أنه لا يُقهر فقهرته إرادة الصمود فيها وتغليب نزعة الشهادة والأخذ بمدرسة الإمام الحسين برفض الظلم والإستعباد ولو كانت موازين القوى غير متوفرة.
ماذا تعني انتفاضة "معركة"؟
هذه الإنتفاضة تحمل معاني كثيرة في دلالاتها. بلدة صغيرة في الجغرافيا وفي عدد السكان تتحدى الإجتياح الاسرائيلي ومخططاته.
أولا أسقطت انتفاضة "معركة" ما كان يرمي إليه الإحتلال الإسرائيلي من خلق هوة وتناقض بين السكان والمقاومة. كما كان من عناوين هذه الإنتفاضة تثبيت السكان على أرض الجنوب وعدم الخوف من ملاحقة العدو. وهذا يتبيَّـن في شكل أساسي في الرسالة التي وجهها القائد الشهيد محمد سعد قبل استشهاده بساعات عندما دعا المُبعدين والخائفين إلى العودة إلى أرض الجنوب ومقاومة المحتل.
ثانيا أحد أهداف هذه الإنتفاضة كان تحرير الأرض. فالمقاومون كانوا يدركون بأن اسرائيل لها مطامع في الجنوب ومياهه واعتبار أرض الجنوب هي امتداد للجليل الأعلى في فلسطين.
وثالثا تلبية نداء إمام المقاومة السيد موسى الصدر بأن اسرائيل شر مطلق وأن السلاح زينة الرجال في مواجهتها.
رابعا تعميم ظاهرة المقاومة في الجنوب اللبناني عبر تبيان أن البيئة الحاضنة للإنتفاضة في "معركة" هي كرة الثلج المتدحرجة على امتداد أرض الجنوب لجعل بقاء الجيش الاسرائيلي مستحيلا ولرفع كلفة الإحتلال وإجباره على مغادرة الأرض.
خامسا امتلكت إنتفاضة "معركة" رؤية سياسية سندها فكر الإمام وتعميم القيادة السياسية ممثلة بقرار مركزي من رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأن العدوان على "معركة" أو مدينة صور سيُحتم قصف المستوطنات الإسرائيلية وجعلها من دون مأمن من نقمة المقاومين وغضبهم وأن المخرج الوحيد المحتوم للجيش الإسرائيلي هو خروجه إلى ما بعد الحدود الدولية.
بقلم عبد الهادي محفوظ
بلدة "معركة" اسم على مسمّـى. فلها شرف المزاوجة بين الإنتفاضة المدنية والمسلحة في آن معا. ولها مع محيطها في "القرى السبع" شرف احتضان القادة الشهداء محمد سعد وخليل جرادي وداوود داوود. ولها الشرف والعزة في أنها كسرت الخوف من جيش الإحتلال الذي روّج لفكرة أنه لا يُقهر فقهرته إرادة الصمود فيها وتغليب نزعة الشهادة والأخذ بمدرسة الإمام الحسين برفض الظلم والإستعباد ولو كانت موازين القوى غير متوفرة.
ماذا تعني انتفاضة "معركة"؟
هذه الإنتفاضة تحمل معاني كثيرة في دلالاتها. بلدة صغيرة في الجغرافيا وفي عدد السكان تتحدى الإجتياح الاسرائيلي ومخططاته.
أولا أسقطت انتفاضة "معركة" ما كان يرمي إليه الإحتلال الإسرائيلي من خلق هوة وتناقض بين السكان والمقاومة. كما كان من عناوين هذه الإنتفاضة تثبيت السكان على أرض الجنوب وعدم الخوف من ملاحقة العدو. وهذا يتبيَّـن في شكل أساسي في الرسالة التي وجهها القائد الشهيد محمد سعد قبل استشهاده بساعات عندما دعا المُبعدين والخائفين إلى العودة إلى أرض الجنوب ومقاومة المحتل.
ثانيا أحد أهداف هذه الإنتفاضة كان تحرير الأرض. فالمقاومون كانوا يدركون بأن اسرائيل لها مطامع في الجنوب ومياهه واعتبار أرض الجنوب هي امتداد للجليل الأعلى في فلسطين.
وثالثا تلبية نداء إمام المقاومة السيد موسى الصدر بأن اسرائيل شر مطلق وأن السلاح زينة الرجال في مواجهتها.
رابعا تعميم ظاهرة المقاومة في الجنوب اللبناني عبر تبيان أن البيئة الحاضنة للإنتفاضة في "معركة" هي كرة الثلج المتدحرجة على امتداد أرض الجنوب لجعل بقاء الجيش الاسرائيلي مستحيلا ولرفع كلفة الإحتلال وإجباره على مغادرة الأرض.
خامسا امتلكت إنتفاضة "معركة" رؤية سياسية سندها فكر الإمام وتعميم القيادة السياسية ممثلة بقرار مركزي من رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأن العدوان على "معركة" أو مدينة صور سيُحتم قصف المستوطنات الإسرائيلية وجعلها من دون مأمن من نقمة المقاومين وغضبهم وأن المخرج الوحيد المحتوم للجيش الإسرائيلي هو خروجه إلى ما بعد الحدود الدولية.
دلالات انتفاضة بلدة معركة والقرى السبع في الذكرى السنوية