جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة – El-Shark Lebanese Newspaper
من صحافة العدو – إعداد سنا كجك
By جريدة الشرق on ٤ يناير، ۲۰۲۰
كتب الصحافي الاسرائيلي شموئيل مائير في صحيفة هآرتس مقالاً بعنوان:
خطاب رئيس الأركان الإسرائيلي: «حرب وقائية» أم «ضربة استباقية؟؟» تطرق فيه الى الرؤية الاستراتيجية كما أسماها التي سيعتمدها رئيس اركان العدو أفيف كوخافي…
في محاضرة ألقاها في المركز متعدد المجالات في هرتسليا، عرض رئيس الأركان افيف كوخافي رؤية استراتيجية: تحليل صورة التهديدات التي تواجه إسرائيل، والرد المطلوب.
عرض كوخافي فصول استراتيجيته بالتفصيل، حتى ظهر للمستمع وكأنه في قاعة في إحدى المدارس العسكرية في الغرب.
تحدث كوخافي عن «ساحات كثيرة وتهديدات وأعداء كثيرين» ولكنه أكد بأن الجميع مرتبط، وأن التدهور في ساحة واحدة يمكن أن يؤثر على الساحات الأخرى.
نقطة الانطلاق التحليلية في هذه المحاضرة هي أن الحرب القادمة (ربما قريباً) أمر لا مناص منه. لذا، يجب العمل والاستعداد لها.
وبهذا فإن الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى… التوضيح للمستمعين بأن الحرب هي حل أيضاً.
وبصورة حاسمة، حسب كوخافي، غيرت إيران استراتيجيتها وتحولت إلى عدوانية أكثر.
فهي تكرس جهوداً كبيرة لتطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى يمكنها الوصول إلى المراكز السكانية وأماكن مهمة أخرى.
إسرائيل غير معتادة على أن تسمح بشكل عام لتطورات سلبية كهذه بالمرور دون رد.
قال رئيس الأركان، «ايران هي الآن تهديد قريب، وعدو من النوع الذي يجب مواجهته». لذلك، أشار كوخافي إلى أن «احتمالية حدوث مواجهة محدودة مع إيران احتمالية معقولة».
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي مستعد لذلك.
في رؤية رئيس الأركان القاطعة احتمالان متوازيان: التدهور نحو الحرب نتيجة التصعيد غير المخطط الذي مصدره التورط في الجبهة السورية – اللبنانية، أو حرب وقائية تبادر إليها إسرائيل ضد أهداف في إيران مع التأكيد على المنشآت النووية.
السيناريو الأول يشبه السيناريو الذي ساد في حرب الأيام الستة، والمقصود هو الأحداث في المناطق منزوعة السلاح والنشاطات الانتقامية ضد الإرهاب من سوريا.
في البداية.. نشاطات قتالية ضد حزب الله في لبنان، وبعد ذلك ضد إيران في سوريا، ومن ثم ضد إيران في العراق.
ليس مؤكداً أن المفهوم المهدئ «مواجهة محدودة» الذي استخدمه رئيس الأركان ملائم لذلك. جيوش كثيرة قدرت في حالات كثيرة بأنها على وشك الدخول إلى مواجهة، ولكن ذلك سرعان ما انزلق إلى حرب واسعة.
الحرب عمل له وجهان: والقدرة على السيطرة على جميع مراحل التصعيد وفصلها هو الأمر المحدود هنا. لذلك، هذه نقطة ضعف في رؤية رئيس الأركان للحرب القادمة.
السيناريو الذي يتناول حرباً وقائية مبادراً إليها هو سيناريو إشكالي، هذا إضافة إلى الخلط الموجود في الخطاب الإسرائيلي بين «ضربة استباقية» و»حرب وقائية”، ضربة استباقية… وحرب وقائية هي حرب مبادر إليها ضد إمكانية حدوث تهديد غير مؤكد نتيجة تغيير محتمل في ميزان القوى في أوقات مستقبلية غير واضحة. لذلك، تعدّ غير شرعية من قبل المجتمع الدولي».
الخطاب العام لا يميز بين ضربة استباقية وحرب وقائية، ولكن الجيش يعرف كيفية التفريق بينهما.
كوخافي يدرك ذلك أيضاً، وهنا نصل إلى الفقرة النووية في محاضرته (بدءاً من الدقيقة 26)، التي استخدم فيها لغة غامضة تقريباً صعبت على تقديم تقرير صحفي صحيح، وأدت إلى تغطية جزئية غير دقيقة أو خاطئة لأقواله. «طالما أنه لا يوجد رد على توسع المشروع النووي، وطالما أن العلماء يعملون حالياً على تطوير الرؤوس الحربية وإنتاج قنبلة من دون رد، فإنه وفي وقت ما يمكن أن يخرج عن مجال الحوار الاستراتيجي، وينتقل إلى قدرة حقيقية يمكن، منذ هذه اللحظة وحتى بعد بضعة أشهر، أن تنطلق قدماً وتقوم بإنتاج قنبلة»، قال كوخافي.
لم يتحدث كوخافي عن إيران وكأن سلاحاً نووياً يتطور في هذه الأيام، أو أنها موجودة على شفا انطلاقة سريعة… ولكن هذه الأمور لم تحدث حتى الآن.
في نهاية المطاف، عكس رئيس الأركان في أقواله تقدير الاستخبارات السنوي الذي عرضه رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، «خروقات إيران للاتفاق النووي حتى الآن لها أهمية رمزية أكثر مما هي فعلية».. ربما اختار كوخافي كلمات أكثر غموضاً مع الميل إلى النغمة التحذيرية من أجل عدم التصادم مباشرة مع المستوى السياسي، لاسيما مع خطاب الحرب الوقائية الذي يدفع به رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
الواقع هو أنه من غير السهل القول الآن في إسرائيل بأنهم لا يعثرون على تطوير سلاح نووي في إيران، وأنه فعلياً لا توجد قاعدة واقعية تبرر سيناريوهات للهجوم، سواء كان «ضربة استباقية» أو «حرباً وقائية».
sana.k.elshark@gmail.com
ما هي استراتيجية رئيس أركان العدو؟