حفل اختتام مشروع تطوير نظام التعليم الزراعي الفني المهني في لبنان المنفّذ من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالتعاون مع وزارة الزراعة وشركاء دوليين ومحليين
(بيروت في ١٥ تموز ٢٠٢١) برعاية وحضور معالي وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال د.عباس مرتضى، اختتمت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان (الفاو) مشروع "تطوير نظام التعليم الزراعي الفني المهني في لبنان" المموّل من الحكومة الهولندية والذي تنفّذه المنظمة بالتعاون مع وزارة الزراعة ومنظمة اليونيسف ومنظمة العمل الدولية ومنظمة AVSI والجمعية الخيرية للأبحاث والدراسات ورد والجمعية التربوية الدولية IEA، وجمعية غرين اورينت
اختتم المشروع بحضورالقائم بالأعمال في سفارة المملكة الهولندية في لبنان د. مارغريت فيرفايك، وممثل منظمة الأغذية والزراعة في لبنان د.موريس سعادة وممثلة منظمة اليونيسف في لبنان، السيدة يوكي موكو ونائب المدير الإقليمي في منظمة العمل الدولية السيد فرانك هاجمان، إضافة إلى ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة والإدارات الرسمية المعنية، والمنظمات غير الحكومية والجمعيات المحلية، وممثلين عن القطاع الخاص واصحاب العمل، وأساتذة وتلامذة المدراس الفنية الزراعية والمستفيدين والمستفيدات من المشروع
تخلل الحفل عرض للانجازات التي قامت بها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان مع شركاء المشروع لتعزيز جودة التعليم الفني المهني الزراعي من تحديث استراتيجية وزارة الزراعة فيما خص التعليم الفني الزراعي والمساهمة في رسم الخطة الوطنية المشتركة للتعليم الزراعي الفني المهني التي تصب في الاستراتيجية العامة للتعليم التقني والمهني. هذا بالإضافة إلى تحديث برامج ومناهج البكالوريا الفنية الزراعية بناء على احتياجات سوق العمل تبعا لمنهجية المقاربة بالكفايات وإصدار القرار الخاص بتحديث النظام الداخلي لإدارة المدارس الزراعية الفنية الرسمية لتطبيق النظام الجديد، ووضع مذكرات تفاهم وآليات الربط مع القطاع الخاص وسوق العمل ومنها وضع المنصة الرقمية والمرتبطة بنظم المعلومات الجغرافية لربط وتتبع الطلاب في سوق العمل. كما عمل المشروع على تأهيل مباني المدارس الزراعية الفنية الرسمية السبع بقيمة 3 ملايين و 800 ألف د.أ من أصل قيمة المشروع الإجمالية: 9 ملايين و 88 ألف د.أ ( في ناصرية رزق- الفنار- البترون – العبدة –بعقلين – النبطية - الخيام) ، وتجهيزها ب 12 715 بنداً من التجهيزات والمعدات والأدوات من مختبرات وحقول وصفوف ولوازم وأدوات زراعية (خيم زراعية –معدات مخبرية، إلخ...) ومعلوماتية لازمة للتطبيقات العملية (كمبيوتر محمول، اجهزة عرض LCD، أجهزة لوحية، أجهزة الكترونية للتعليم عن بعد...) ورفع المستوى الفني لمهارات الخريجين والخريجات، ووضع سياسات لحماية الشباب في المدارس الزراعية الفنية، وتطويرالأنظمة الادارية والمالية لتتناسب مع التطورات التربوية والتقنية، وتدريب 58 أستاذاً ومدرباً و 7 مدراء مدارس و 5 موظفين وموظفات في مصلحة التعليم والإرشاد ليشمل التدريب أكثر من 52 موضوعاً ذات صلة
كما تم عرض لمداخلات من المستفيدين والمستفيدات من المشروع ومن شركاء المشروع حول أهمية النشاطات التي نفّذت ضمن إطار المشروع والتي تسهم في الدعم المؤسساتي لوزارة الزراعة في تعزيز جودة خدماتها في التدريب والتعليم الزراعي والفني المهني
وقال وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال د.عباس مرتضى: "التعاون المشترك أمّن فرصة حقيقية في تحسين نوعية التعليم في المدارس الزراعية وجعلها أكثر ملاءمة لحاجات مناطقنا الريفية ومستلزمات تنميتها"مشيرا الى انه "بادرةُ أمل في الوصول إلى سلام وطمأنينة يشكِّلان الشرط الأساسيّ للتنمية
ورأى مرتضى أن "هذا الاختتام هو في الواقع بداية رحلة الألف في تقديم خدمات تعليم زراعي فني ومهني ذات جودة عالية مبنية على مناهج دراسية حديثة تحاكي متطلبات سوق العمل وتمهّد لدخول الخريجين الى سوق العمل من باب الخبرة المواكبة للتطور، وتؤكد ان الجدوى الإقتصادية للقطاع الزراعي ليست مربحة وحسب، بل تشكل ضمانة للأمن الغذائي ولقدرة النتجات الوطنية على المنافسة العالمية"، معتبرا انه "فرصة لإضاءة شمعة أمل امام الشباب الطامح للنهوض بالقطاع الإنتاجي الأوحد في بلاد الأرز اي القطاع الزراعي
وذكرت القائم بالأعمال في سفارة المملكة الهولندية في لبنان د. مارغريت فيرفايك أن هولندا شريك للبنان - من نواحٍ عديدة - حيث لا تدعم فقط التعليم والتدريب التقني والمهني فحسب، بل أيضاً نماذج الأعمال وسلسلة القيمة الاقتصادية لكافة الانشطة، على سبيل المثال تصدير البطاطا من عكار والأفوكادو من صور
وأضافت: " إن زيادة فرص الحصول على التعليم والأشكال الجديدة للمشاريع القائمة على الزراعة تظهر أن الشباب يمكن أن يكونوا قوة أساسية للابتكار في الزراعة الأسرية، وزيادة الدخل لكل من المزارعين والمجتمعات المحلية. فالشباب يستطيع تحويل القطاع الزراعي عبر تطبيق تقنيات حديثة وطرق جديدة في التفكير
وأعربت القائم بالأعمال في سفارة المملكة الهولندية في لبنان د. مارغريت فيرفايك عن قلقها العميق بسبب هجرة المعلمين والشباب اللبنانيين من لبنان مع تفاقم الأزمة المالية. فالنسبة إليها يحتاج المزارعون والشركات وصانعو السياسات والمعلمون إلى الترويج للزراعة باعتبارها مهنة محفزة فكريا ومستدامة من الناحية الاقتصادية وجعل الوظائف في مجال الزراعة واالنظم الغذائية "جذابة" للشباب
وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة في لبنان، د. موريس سعادة: " نفتتح اليوم العمل بنظام تعليمي فني مهني مبني على التحولات والإبتكارات الزراعية الرقمية التي تطال حياة ومستقبل الفئة الأهم في لبنان وهي فئة الشباب الذين هم امل ومستقبل التغيير وتنمية القطاع الزراعي
وأضاف: " نؤمن بأن ثمار جهود هذا المشروع في تعزيز خدمات وزارة الزراعة في مجال التعليم الزراعي الفني والمهني التي تطال فئة الشباب قد بدأ قطافها وهي تأتي في الوقت المناسب من اجل استغلال طاقات الشباب الكامنة ومساهمتهم في الإبتكار وتطبيق التقنيات الزراعية الحديثة في القطاع الزراعي والغذائي
بدورها، أشارت ممثلة اليونيسف في لبنان السيدة يوكي موكو الى أن "هذه الشراكة قد ساهمت في خلق العديد من المبادرات التي ساعدت في تطوير نظام التعليم والتدريب المهني والتقني الزراعي في لبنان، وأصبح عدد أكبر من الشباب المهمّشين قادرين على الحصول على تعليم رسمي جيد والاستفادة من دورات محو الأمية والحساب، ومن دورات تدريبية مهنية معتمدة في جميع أنحاء البلاد".كما وضحت أن "هذا النهج المتعدد الأبعاد يعمل على تحسين البيئة االتعليمية مثل إعادة تأهيل المدارس الزراعية السبع، وتمكين التعلّم المركّز، وبيئة العمل الداعمة، وتحسين جودة برنامج التعليم". وختمت السيدة موكو كلمتها معبرةّ عن خالص شكرها لسخاء الجهات المانحة ودعمها لليونيسف، وبالأخص لسفارة هولندا على دعمهم الاستثنائي ، ولوزارة الزراعة اللبنانية على الالتزام، والعمل الجاد، والمثابرة
من جهته، قال نائب المدير الإقليمي في منظمة العمل الدولية السيد فرانك هاجمان : "يلعب قطاع الزراعة دورًا هاما في التوظيف وتوفير سبل العيش لللبنانيين واللاجئين على حدٍ سواء. في ضوء الأزمات المزدوجة التي يواجهها لبنان، فإن الاستثمار في إصلاح أنظمة تنمية المهارات والبرامج الزراعية المبتكرة - وكذلك اتباع نهج يجمع بين التدريب والتوظيف وفرص توليد الدخل – جميعها أمور أساسية لتلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية الحالية. نحن بحاجة إلى الانتقال بسرعة إلى اقتصاد أكثر شمولية واستدامة ومرونة. لتحقيق ذلك، تحتاج الحكومة ووكالات التنمية وأصحاب العمل والمجتمع ككل إلى تزويد العمال بالمهارات المناسبة من خلال عملية التعلم مدى الحياة
وأشارت ممثلة جمعية أفسي في لبنان السيدة مارينا مولينولوفا: " دعمت منظمة AVSIالتنمية الشخصية للشباب، لتمكينهم من أن يصبحوا محترفين في حياتهم متمكنين من تحديد المهارات التي يرغبون في تعزيزها، ولتوفير فرص النمو المهني والشخصي لهم. كذلك لقد أتاح المشروع تعزيز دور المدارس التقنية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمناطق الريفية. "
وأضافت: نعتقد أن كل الجهات الفاعلة المشاركة في المشروع (المدرسون والطلاب ومؤسسات القطاع الخاص) سوف تلعب دوراً رئيسياً في إنعاش الوضع الحرج الذي يواجهه لبنان والقطاع الزراعي في هذه الأيام
في ختام الحفل وضعت منظمة الأغذية والزراعة جميع مخرجات ومنتجات المشروع في متناول وزارة الزراعة كما وتم توزيع بعض الوثائق الفنية والمراجع التدريبية لتعزيز الفائدة من استعمالها واستخدامها في تدريب الشباب في مشاريع مستقبلية محتملة مؤكدة التزامها وجميع الشركاء بدعم وتطوير لتعليم الفني الزراعي في لبنان لبناء قدرات الشباب وانخراطهم في القطاع الزراعي
تغطية اعلامية سامي مبارك
حفل اختتام مشروع تطوير نظام التعليم الزراعي الفني المهني في لبنان