كمال ذبيان
20 أيار 2021
♦️لم توفر الازمة المالية والاقتصادية، قطاعاً او مؤسسة الا وتأثر العاملون فيها، حتى انها وصلت الى مؤسسات دينية في كل الطوائف والمذاهب ومنها دار الفتوى، التي يعاني رجال دين وموظفون وعمال، يعملون في مؤسساتها وادارتها بالازمة، وبدأت تظهر معالمها في تحرك لمشايخ وائمة مساجد ومدرسين وموظفين وان ابرز من يثير الوضع المالي والمعيشي والاجتماعي والصحي، هم مشايخ في عكار، الذين يحملون مطالب لهم، منذ نحو 15 سنة، ترتبط بتأمين راتب شهري ثابت مع ضمان صحي، وهو ما ينطبق على كل الدوائر التابعة لمفتي المناطق واوقافها، انما الحراك الذي يقوم به مشايخ في عكار، هو الابرز واللافت، وهم قاموا بزيارات الى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ومراجع رسمية وسياسية في الطائفة السنية، وعرضوا لمطالبهم، التي ترتبط بامنهم الاجتماعي، واستقرارهم المالي، وفق ما يؤكد احد المشايخ البارزين في هذا الحراك، الذي يكشف، انه يمارس مهامه كاحد رجال الدين منذ نحو 30 سنة، ولا يتقاضى راتباً، ومثله نحو 850 شخصاً يشكلون الجهاز الديني في عكار، وهم موزعون بين مشايخ وائمة مساجد ومؤذنين وخطباء ومدرسين، ومتفرغين وغير متفرغين، وهم يعيشون على منح تأتيهم من مساعدات، اضافة الى المنحة التي قدمتها دولة الامارات العربية المتحدة لدار الفتوى، وعقدت اتفاقاً معها، تقوم بتوزيعها وفق جدول بحيث توزعت المنح الشهرية على الشكل الآتي: مفتي الجمهورية مع مفتي المناطق والقضاة الشرعيين الف دولار شهرياً، والشيخ 250 دولاراً، والمؤذن 200 دولاراً، والمدرس 100 دولار، وهذه المنحة او المكرمة الاماراتية توقفت منذ اول كانون الثاني عام 2018، بعد انقضاء خمس سنوات على توقيع الاتفاقية، التي لم تجددها الامارات، التي لاحظت عدم عدالة وشفافية في التوزيع، وفق ما يورد احد المشايخ المؤثرين في الحراك، اذ يشير الى ان اتصالات جرت مع السفارة الاماراتية، لاعادة العمل بالاتفاقية، لكنه لا جواب بعد، في وقت يطلق المفتي دريان وعوداً للمشايخ المتحركين في عكار، لكنها عرقوبية كما يصفها احدهم، الذي يكشف بان مفتي الجمهورية قال لهم في احد اللقاءات، بان رواتبهم يقبضونها من دائرة عكار، ومن كلفهم بالمساجد، وهو لم يتلق موازنة من رئيس الدائرة الشيخ مالك الجديدة، منذ سنوات، فاذا ما وصلته فيحاول ان يغطيها مالياً، اذا ما توفر المبلغ المطلوب، لان اموال دائرة بيروت تبقى لها، وعلى كل دائرة في منطقة ان تتدبر امورها.
وجواب المفتي دريان، لم يرض مشايخ عكار الذين قد يتجهون الى التصعيد، وقد اجلوه بسبب شهر رمضان، ثم اندلاع انتفاضة القدس، والاحداث في فلسطين، الا انه لا توجد موانع، من ان نرفع الصوت، يقول الشيخ الناشط في التحرك لتحقيق المطلب البديهي والطبيعي والانساني، ان يكون لكل عامل راتب وحق في الدخل وضمان صحي.
وليست عكار وحدها التي تعاني من الازمة، وتضامن مع مشايخها، كل من دائرتي البقاع وجبيل، الا انهم لم يتحركوا مثل عكار، كما ان الوضع في بيروت وطرابلس وصيدا والجنوب وجبل لبنان مأزوم ايضاً، لكنه يبقى افضل من عكار، التي يرفع مشايخها مطالبهم المزمنة، ويأتيهم الجواب، لا لا مال في دار الفتوى، التي يقول المفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني، بانه سلم للمفتي الحالي الشيخ دريان، صندوقاً ممتلئاً بالمال، الذي يأتي من الزكاة الاوقاف، والتبرعات والمنح، فلماذا فرغ الصندوق يقول الشيخ المعني بالحراك، حيث يكشف بان لجنة المتابعة لمشايخ عكار، ستعقد اجتماعاً لها، وستدرس الخطوات التي يجب ان تلجأ اليها، وتعلن التوقيت المناسب، لان الوضع المالي والمعيشي، لم يعد يحتمل، وان رجال الدين هم افراد في المجتمع يتأثرون بما يصيبه، وقد اضطر بعض المشايخ الى العمل في التدريس مثلاً، لتوفير بعض المال وتأمين ابسط الحاجات الغذائية الضرورية.
ولا يستبعد احد مشايخ عكار، بان تصل الامور الى المطالبة باستقالة المفتي دريان من منصبه، اذا لم يف بوعوده، ويؤمن الحد الادنى لالاف رجال الدين والموظفين، من العيش الكريم.
ما قام به مشايخ عكار، وما سيلجأون اليه من تصعيد، هو ثورة رجال دين ضد الفقر والجوع.
كتّاب الديارثورة مشايخ في عكار ضد الفقر! توجّه لدعوة المفتي دريان للاستقالة