✍فوزي سليمان
للفلاحة مراحل ، و ما اعرفه عنها و أذكره ، ألفلاحة أليدوية ، و ألتي كان خلالها ألفلاح يستعمل يديه مستعينا بثورين ، أو ما توفر من دابتين ، واضعا على رقبتها جامعا بينهما بما كان يطلق عليه ألنير ليفلح أرضه . حيث كان يضغط بكلتا بيديه على على ما يطلق عليها *ألسكة* ، و هي قطعة حديدية شبه مثلثة مروسة ألرأس ينغرس رأسها في ألأرض لتنشق على شكل خندق صغير و يطلق عليه "ألثلم" .
و ألفلاحة تتحكم بها طبيعة ألأرض ؛ فإذا كانت منبسطة غير مشجرة يستعمل فيها الجرار ألزراعي ، و إذا كانت مشجرة ، و الشجر مرتفعا عن محيطه يستعمل جرارا متوسط ألحجم ، و في حال كانت كثيفة و أشجارها صغيرة حينها يختار ألفلاح ألطريقة ألانسب للفلاحة ؛ جرار صغير . أو ألأستعانة بألدواب كي لا تصاب ألاشجار بألضرر .
وعندما نسأل ألمسنين عن ألفرق بين فلاحة ألماضي و فلاحة ألحاضر ؟ يتنهدون و يأخذون نفسا عميقا ، و يردون بحسرة على تلك ألأيام التي كان ألفلاح يذهب إلى ارضه من "دغشة" ألضو نشيطا متحمسا مرتاح ألبال حالما بما سترد عليه الأرض من محصول في نهاية ألموسم بعد ألتعب وألعناء الذي بذله بفلاحة ارضه ، أما ألآن لا يجد ألمزارع لذة بما ينتجه ، كونه لم يبذل جهدا بما انتجه من محصول ، فألآلة ألصماء حلت مكانه ، ألتي يستأجرها لفلاحة أرضه ... أندثرت مهنة ألفلاحين ، الا فيما ندر ، وتحول الفلاح إلى مزارع يدفع لصاحب ألجرار ألزراعي أتعابه ، و يستعين بألأجراء ليستلم محصوله .
رزق الله على أيام مضت و لن تعود ... عفاكم ألله إيها ألكادحون في ألارض ، يا أصحاب ألزنود السمر ألتي لوحتها ألشمس بأشعتها .
ألآلة ألصماء تآمرت على أصحاب ألزنود ألسمراء ، فكادوا أن ينقرضوا من مجتمعاتنا