المصدر: "النهار"
♦️تراكمت ديون نادي برشلونة قبل أسابيع قليلة على إجراء انتخاباته الرئاسية، النادي الكاتالوني يئن تحت ثقل ديون ناهزت 1,2 مليار يورو، وذلك بسبب تأثيرات جائحة كورونا على القطاع الكروي الأوروبي وما نجم عنها من تبعات اقتصادية على اللعبة.
ثقل الديون دفع النادي إلى طلب قرض لمواصلة المشوار. هذا الوضع المالي جعل النادي يفشل في دفع رواتب اللاعبين، ورغم موافقتهم على خفض رواتبهم بالإضافة إلى التخلي عن المكافآت، إلا أنهم لم يحصلوا على الدفعة الأولى من الرواتب المخفضة.
ويرى مدرب "بلاوغرانا" أن الجائحة جعلت من النادي أحد "أكثر الأندية الكبرى معاناة"، ويأتي تصريح الهولندي غداة إعلان النادي الكتالوني عن ديون "للمدى القصير" بقيمة 730.6 مليون يورو، فيما بلغ حجم دينه الإجمالي 1.173 مليار يورو. وقال كومان "برشلونة هو أحد أكثر الأندية الكبرى معاناة نتيجة كورونا. ليس هناك جمهور، ليس هناك سياحة (في إشارة إلى مداخيل ملعب كامب نو ومتحف النادي)، لكن أرقام جميع الأندية الكبرى سيئة". وتظهر ميزانية النادي الكتالوني أن هذا الدين يشمل 196 مليون يورو كديون طويلة الأجل لأندية أخرى كبدل انتقالات لاعبين. وعلى سبيل المثال، برشلونة مدين على الأجل الطويل لبوردو الفرنسي بعشرة ملايين يورو كبدل تعاقده مع البرازيلي مالكوم، و48 مليون يورو من أجل الهولندي فرنكي دي يونغ، بينما سينال ما مجموعه 108.7 مليون يورو من الأندية الأخرى نتيجة بيعها لاعبين من عنده. وتؤكد الموازنة أيضا أن النادي الكتالوني خسر 97 مليون يورو من الإيرادات بسبب الوباء، بحسب ما أعلن في تشرين الأول الماضي. وبلغت أرقام أعمال برشلونة خلال الموسم الماضي 855 مليون يورو، أي أقل بـ203 ملايين يورو عن المبلغ الذي كانت الإدارة ترصده (1.058 مليار يورو). هذا الوضع الاقتصادي الحساس دفع برشلونة إلى تأجيل دفع رواتب اللاعبين من يناير الحالي إلى الشهر المقبل.
ردّ صادم توجه به كومان لدى سؤاله بخصوص عدم تلقي لاعبي الفريق رواتبهم منذ أشهر: "لا أعلم إن كان اللاعبون حصلوا على رواتبهم، يجب أن أسألهم، ليس كل ما يذاع في الصحافة صحيحا".
الوضع لم يبلغ بعد نقطة الانهيار رغم المرحلة الكارثية الذي يمر بها الفريق العريق. فالفريق يملك كثيرا من الأصول والعقارات والمنشآت واللاعبين الذين تقدّر قيمهم السوقية بعشرات ملايين اليوروهات. ففي حال باع برشلونة أيا من لاعبيه، مثل الفرنسي أنطوان غريزمان أو فيليبي كوتينيو أو عثمان ديمبلي أو فرانكي دي يونغ، فستكون الخطوة الأولى للتعامل مع ديونه المتراكمة.
معضلة الديون وإدارتها ستكون على رأس أولويات الرئيس الجديد المزمع انتخابه في السابع من آذار المقبل، وتعد أساس برنامج عمل جميع المرشحين للرئاسة، فعليهم الدخول في مفاوضات لإعادة جدولة الدين وشراء الوقت حتى تتحسن الظروف، والأهم طلب قروض إضافية من أجل سيرورة الفريق.
النادي يملك الموارد التي تجنبه التحول إلى "شركة رياضية عامة محدودة" مثل معظم الفرق في الليغا، عدا ريال مدريد وأتلتيك بيلباو وأوساسونا. وكل المرشحين للرئاسة يريدون الحفاظ على الفريق بنظامه الحالي، أي إن الأعضاء هم الذين يتحكمون بمصير النادي.
لا يملك النادي الكثير للمناورة في فترة الانتقالات الصيفية، وفي حال أراد تجديد الدماء فستكون محدودة، كالتعاقد مع لاعبين انتهت عقودهم مثل الإسباني إريك غارسيا (مانشستر سيتي) والهولنديين ممفيس ديباي (أولمبيك ليون) وجورجينو فينالدوم (ليفربول). ولتأمين الأموال ينبغي على الفريق بيع لاعب رئيسي ومطلوب في الميركاتو الصيفي إذ انه الطريق الوحيد لكسب الأموال حاليا، وهذا قد يخفف فاتورة أجور اللاعبين ويفسح المجال لقادمين جدد.
ويعتبر الرئيس المستقيل جوسيب ماريا بارتوميو مسؤولاً أساسياً عن هذه الكارثة، بسبب خطته المالية غير المسؤولة أثناء رئاسته للنادي وتأخيره عددا كبيرا من المستحقات إلى مواعيد مستقبلية. وهذا الأمر أثر سلبا في وضعية النادي المالية لكن لولا أزمة كورونا وتداعياتها الكارثية على كرة القدم لما انهار الوضع المالي للفريق بهذه السرعة. وفي ظل هذا الوضع الاقتصادي المتأزم سيكون من الصعب على برشلونة الاحتفاظ بنجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي ما بعد الصيف المقبل، وهو الذي سعى جاهدا الصيف الماضي لكي يفك ارتباطه بالنادي الذي أطلقه إلى النجومية قبل أكثر من 15 عاما.
إدارة الأزمة المالية على رأس أولويات رئيس برشلونة الجديد... ميسي راحل؟