*✍ زينب دقدوق*
وكأنّ الأزمات المتواترة لا تكفينا، وكأنّ الفساد المستشري في جميع أنحاء البلد لا يكفينا، لتأتينا أزمة رفع الدّعم عن السّلع الأساسيّة كي تَزيد الطّينَ بلّة. لطالما اعتدنا المشاكل الإقتصاديّة، السّياسيّة والإجتماعيّة المتعدّدة واعتدنا أيضاً مقاربة السّياسيّين الخاطئة لهذه الأزمات وطريقة تعاملهم معها، وكأنّها أزماتٌ عابرةٌ لا تطال حياة المواطنين وتضعها على المحكّ. لنعد إلى الأزمة الّتي باتت تلوح في الأفق، أزمة رفع الدّعم. ما يختلف في هذه الأزمة هو طريقة تعامل الحكومة معها، إذ إنّنا شهدنا عملاً دؤوباً لحكومة دولة الرّئيس حسّان دياب سعياً منها للتخفيف من وطأة هذه المشكلة، وهذا ما يدعم المقارنة ما بين هذه الحكومة وسائر الحكومات والسّلطات في لبنان، إذ إنّنا لم نلحظ يوماً إقبالاً كإقبال حكومة دولته لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين وتقديم المساعدة لهم قدر الإمكان. بعد إعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قُرب نفاذ الإحتياطيّ الإلزاميّ بات من الضّروريّ النّظر في موضوع الدّعم والّذي يشكّل عبءً كبيراً على خزينة الدّولة، وهذا ما جعل حكومة دياب تضع أربع سيناريوهات تقوم على قاعدةٍ أساسيّة ألا وهي عدم المسّ بالأسر الأكثر فقراً بالإضافة إلى تخفيف العبء عن خزينة الدّولة. بعد أن وضعت الحكومة السّيناريوهات الأربعة والّتي هي نتيجة إجتماعاتٍ مكثّفة قام بها الرّئيس دياب مع مختلف الأطراف المعنيّة، تمّ تقديم هذه السيناريوهات إلى رئيس مجلس النّوّاب نبيه برّي لتصبح الكرة الآن في معلب مجلس النوّاب. الحكومة قامت بواجبها على أكمل وجه، ولم تكتفِ بتقديمِ حلٍّ واحدٍ وحصر العمل به، بل قامت بتقديم أربع حلولٍ وهي السّيناريوهات المذكورة أعلاه وهذا ما يُخفّفُ من تداعيات الأزمة المقبلة. اللبنانيّون ينتظرون، ينتظرون قراراً صعباً، قراراً قد يخفّض مستوى معيشتهم ويقودهم إلى صراعٍ عنيفٍ لضمان مستقبلهم، فأهلاً وسهلاً بكم في لبنان! بلد الأزمات اللامتناهية، بلدُ الحروب السياسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة على مختلف أنواعها، بلدُ أطنانٍ من التّراكمات الّتي ستنتهي به ليصبح ركاماً فوق أرض الوجع! رفقاً به أيّها الجشعون، نعم أتكلّم عنكم، أنتم الّذين لامستم قمّة التّرف والنّصب والإهمال وكلّ أنواع الفساد، أنتم الّذين ما توانيتم يوماً عن الإجرام بحقّ بلدكم، والآن وبعد هذا كلّه أتيتم لترموا ما كانت قد جنته أيديكم من أفعالكم السّوداء، في ملعب حكومةٍ أتت لتكون عوناً للبنان، وهذا كلّه كي توهموا الشّعب اللبنانيّ أنّكم أبرياء وأنّ جرائمكم كلّها اضمحلّت تحت غبار الزّمن! إنّ الأزمة الّتي أصبحنا على أبوابها ليست بالسّهلة، فالشّعب اللبنانيّ يعاني مع الدّعم، فكيف إن رفع الدّعم عن السّلع الأساسيّة؟ نناشد المعنيين للقيام بواجباتهم وتقديم حلٍّ مناسب، فمشكلة كهذه لا يُمكن لنا أن نخرج منها إلّا بأضرارٍ كثيرة، فكونوا على قدرِ كافٍ من المسؤوليّة وأعطوا بلدكم لبنان حقّه لعلّكم تسترجعون بذلك قليلاً من ثقة الشّعب بكم، بعد أن فُقدت منذ سنين طويلة!
نداء الى المعنيين للقيام بواجباتهم لمواجهة ازمة رفع الدعم عن السلع الاساسي