✍جواد
على ألمقاعد ألخشبية ، كنا نحشر أنفسنا بعضنا ببعض ، حتى لا نكاد تحريك أقدامنا لنلكش زميلا قربنا ، و إذا ما فعلنا و يرانا المعلم حتى ينهال علينا ضربا بألمسطرة أو بعصا تكاد أن أن تكسر عظامنا .
كان ألمعلم ، غالبا ، ما يكون عصبيا ، ينتظر الفرصة ألسانحة ليعاقب ألكسول منا ، و كان للعقاب عدة أوجه ؛ ألوقوف على ألحائط على ساق و نصف رافعين أليدين ، أو فتح ألكفين ليضرب بألمسطرة ،و لم نكن نستطيع أن نعدها لسرعته و أختصاصه بهذا ألأسلوب . أما ألقصاص ألأصعب فكان أن يضع أقلام ألرصاص بين اصابعنا و يضغط بكفه على أيادينا فنصرخ من شدة ألألم .
و لا ننسى طريقة تعليمنا ألأحرف ألأبجدية في مراحلها ألاولى ، ألتي كانت مترابطة ألحروف ؛ أبجد ، هوز ، حطي قلما . .
أللوح ، ألمعروف بألصبورة ، فكان لونه أسودا فكان ألمعلم يخط عليه بالطبشورة حين يشرح لنا ألدرس ، و مع تطور "ألحداثة" حولوه إلى ألأخضر .
غلبت علينا تلك ألأيام ألمشاغبة ، داخل ألصف و خارجه ، و كان أليوم ألدراسي مقسما لثلاثة أقسام : فرصة ألصباح من ألساعة ألثامنة حتى ألعاشرة ، و فرصة ألظهر من ألساعة ألثانية عشر إلى ألواحدة إلى أن أليوم ألدراسي عند ألرابعة عصرا .
أيام لا تنسى . . زملاء أكملوا دراستهم ، رغم ألفقر ألذي كان يعاني منه أكثر أهل ألضيعة ، و ألقسم ألآخر لم تسعفه ظروف أهله ألأقتصادية فأتجه للعمل ألحرفي أو ألمهني ، أما ألبعض ألآخر أفتقدناه بعدما وافته ألمنية .
*نذكر فيما يلي بعضا من أسماء ألطلبة لمن هم على قيد ألحياة و لمن وافتهم ألمنية :*
قاسم سلمان ، علي حسان ، حسن معنى ، فضل رومية ، حسن خليل ، المرحوم احمد بيضون ، حسن الحاج علي ،زعلي عباس طراد ، إبراهيم رومية ، عبدالله خليل ، علي خاطر ، حسن طالب ، حسن عطوي ، خليل طراد ، محمد سليمان ، المرحوم حسن عبد الرؤوف ، الأستاذ جميل سعد .
*✒ ولا بد هنا من ذكر مدرسة بلدة معركة ألرسمية ، و ألتي تخرج منها ألكثيرين من اطباء ، مهندسين ، شعراء ، و تأسس على مقاعدها علماء دين و أسياد ، و معلمي أجيال . . هذه ألمدرسة أفتقدها حي ألغرب من ألبلدة بعد هدمها و لم يبق أثرا لها .*
ندعو بطول ألعمر لمن بقي على قيد ألحياة ، و بألرحمة لمن أنتقل من دار ألفناء لدار ألبقاء .
الصوره مرسلة من الأخ قاسم سلمان????
