بقلم عبد منصور اعد في العام ٢٠١٧،، وتمت بعد التعديلات قبل نشره اليوم
♦️في مثل هذا اليوم من العام ١٩٥٦ ابصر النور وترعرع في كنف عائلة مثابرة ، كان مثالا للانسان المجد والمجتهد، دخل السلك التعليمي في العام ١٩٧٨ حيث مارس مهنة التعليم في المدرسة الاهلية في بلدته معركة ثم انتقل الى مدرسة الحميري الرسمية حيث استلم ادارتها في العام ١٩٨٢ وسعى مع فعاليات البلدة والمعنيين لانشاء مبنى بديل عنها ، وفي اواخر العام الدراسي ٢٠١٦ صدر عن وزارة التربية والتعليم في لبنان قرارا باعادة افتتاح مدرسة عيتيت الرسمية وتكليف الفقيد الراحل الاستاذ حسين فرج مديرا وتمكن في الحميري من تحويلها الى مدرسة مجهزة باحدث الوسائل التعليمية، في حين استطاع في فترة وجيزة من اعادة تاهيل مدرسة عيتيت واحياء عدد كبير من الانشطة التي تغنى اهالي البلدة والمنطقة المجاورة بطرق الادارة والتعليم فيها وكان اخرها افتتاح قاعة المعلوماتية.
اخترقت اخلاق وعطاءات المربي الراحل قلوب من عرفه ، خاصة بتلك الابتسامة التي لم تفارق وجهه يوما ، ونجح في كسب ودهم واحبوه ، حاضر لان يساعظ الجميع ويتالم عندما يشكيه احد من مشكلة بعد فوات الاوان ، احب الاخرين اكثر من نفسه ، عاش لاجلهم وليس لذاته ، كان له بصماته في مناسبة اجتماعية متعددة .
قبل عيد الفطر بيومين اعد فريق التقارير المصورة في موقع معركة الالكتروني تقريرا حول اجواء استقبال الفطر ، وقد تم اختياره لان يكون واحدا من الشخصيات التي ستتوجه بالمعايدة لاهالي البلدة واثناء التسجيل كان يشدد على تمنياته امام الكاميرا بان يكون العيد القادم عيد محبة لجميع الامة الاسلامية ، ولكن!!
مطلع تموز العام ٢٠١٧ تبلغ الاستاذ حسين فرج بانه مدعو للمراقبة في امتحانات الدخول الى الجامعة اللبنانية في بيروت ، في حين كان يضع اللمسات الاخيرة لافتتاح قاعة المعلوماتية في مدرسة عيتيت الرسمية وصودف ان يوم السبت الواقع فيه ١٥ تموز ٢٠١٧ هو يوم موعد الامتحانات وافتتاح القاعة معاً.
في ذلك اليوم توجه فجرا الى بيروت ، على ان يعود حوالي الساعة الثانية ظهرا ليفاجأ انه سيبقى لمدة اطول ، ووصل الى عيتيت قبل نصف ساعة من الموعد المحدد ، طلب من المعرف استبدال كلمته على ان تكون الاولى بدلا من الثالثة.
صعد المنبر ، توعد الحضور وبلدية واهالي عيتيت في كلمة ارتجاليه قبل بدء الكلمة ان تصبح مدرسة عيتيت مدرسة نموذجية يتكلم عنها البعيد قبل القريب ، حتى يباغته القدر ويخطفه الموت عن عائلة واحبة واحفاد واقارب ، راهنو على استشارته في امور متعددة نظرا لمكانته وقدراته ، وفي اليوم التالي بكاه الجنوب والقطاع التعليمي وبلدته معركة في موكب مهيب ، ثم اقيم له مهرجان تكريمي في ذكرى وفاته ، وكرمته بلدية عيتيت والمنطقة التربوية في الجنوب وروابط التعليم في لبنان ، وحركة امل في بلدة معركة بمشاركة فعاليات سياسية وحزبية وعلمائية ورؤساء احزاب وممثلين عن الاندية الرياضية
وفي الخامس عشر من شهر تشرين الثاني من العام ٢٠٢٠ تفتقد العائلة سندها في عيد مولده ،و يتجدد الحزن واللوعة في يوم اعتبر في الستة عقود الماضية يوم فرح وبهجة وسرور حتى غدا يوم حزن لفراقه..
هي قسوة الحياة ، نعيشها بحرية وبحب وباخلاص وتكاتف وتعاون الى ان تاتي ساعة كل منا الى جوار الرحمن ..
الى روحك نهدي ثواب سورة المباركة الفاتحة ،، وانت الان في عيدك نسأل الله ان يرزقك شفاعة الاولياء الصالحين من آل البيت... عظم الله اجوركم .
