Maarakeh online logo

m66

33

fss   aass
اكتشاف أعضاء سرّية جديدة.. في جسم الإنسان

القبس في نيويورك تايمز 20 أكتوبر 2020
♦️ كاثرين جيه وو - «نيويورك تايمز» ترجمة: د. بلقيس دنيازاد عياشي - بعد آلاف السنين من التقطيع والتشريح بعناية، قد يبدو الأمر كما لو أن العلماء اكتشفوا بشكل دقيق علم التشريح البشري، وعرفوا كل صغيرة وكبيرة في هذا الجسم، من بضع عشرات من الأعضاء إلى مئات من العظام والأنسجة التي تربط هذا المزيج بعضه مع بعض. لكن على الرغم من قرون من التدقيق والملاحظة باستخدام تقنيات متطورة، فإن الجسم لا يزال قادراً على مفاجأة العلماء، فقد اكتشف فريق من الباحثين في هولندا ما يمكن أن يكون مجموعة من الأعضاء التي لم يتم التعرف عليها من قبل. هذه الأعضاء هي زوج من الغدد اللعابية الكبيرة، كامنة في زاوية، حيث يلتقي تجويف الأنف مع الحلق. وإذا تم تأكيد النتائج، فإن هذا المنبع المخفي للعاب يمكن أن يمثل أول اكتشاف من نوعه منذ حوالي ثلاثة قرون. سيظهر أي كتاب تشريح حديث ثلاثة أنواع رئيسية فقط من الغدد اللعابية: أحدها يقع بالقرب من الأذنين، والآخر أسفل الفك والثالث تحت اللسان. يقول الدكتور ماتيس فالستار، الجراح والباحث في معهد السرطان الهولندي ومؤلف الدراسة، التي نُشرت في مجلة Radiotherapy and Oncology، «الآن، نعتقد أن هناك نوعاً رابعاً من الغدد اللعابية». وتقول الدكتورة فاليري فيتزهوغ، اختصاصية علم الأمراض في جامعة «روتجرز» والتي لم تشارك في البحث، إن «الدراسة كانت صغيرة وفحصت عدداً محدوداً من المرضى»، مضيفة: «يبدو أنهم قد يكونون حصلوا على شيء جديد، وإذا كان الأمر حقيقياً، فقد يغير الطريقة التي ننظر بها إلى أي مرض في هذه المنطقة». ذهول العلماء وتقول الدكتورة إيفون مويري، اختصاصية علاج الأورام بالإشعاع في جامعة ديوك: «صُدمت تماماً لأننا في عام 2020 ولدينا بنية جديدة تم تحديدها في جسم الإنسان». الدكتور فالستار وزملاؤه، الذين عادة ما يدرسون البيانات من الأشخاص المصابين بسرطان البروستاتا، لم يشرعوا في البحث عن الغدد اللعابية المجهولة الهوية، لكن الهياكل مهمة للباحثين والأطباء الذين يدرسون علم الأورام. تنتج الغدد اللعابية مجتمعة حوالي ربع غالون من اللعاب كل يوم، وهو المسؤول عن «الكثير من الأشياء التي تجعلك تستمتع بالحياة»، وفق ما يقوله الدكتور فالستار، الذي يضيف أن اللعاب «يعمل على تليين الفم، مما يسهل التحدث والبلع، وينقل المواد الكيميائية اللذيذة في الطعام إلى الخلايا المجهرية التي يمكنها الشعور بها، حتى أنه يأتي مشبعاً بقدرات علاجية، ويشن حرباً ضد الجراثيم ويسرع في تهدئة الجروح والتئامها». يتخذ الأطباء العديد من الاحتياطات لتجنب إتلاف الغدد عند إعطاء العلاج الإشعاعي لأي شخص مصاب بورم ما، حيث إنه يمكن أن تؤدي ضربة واحدة خاطئة إلى الإضرار بالأنسجة الرقيقة في هذه الغدد وبشكل دائم. عملية التشريح أثناء الاطلاع على مجموعة من عمليات المسح من آلة يمكنها تصور الأنسجة بتفاصيل عالية، لاحظ الباحثون وجود هيكلين غير مألوفين في مركز داخل الرأس، وهما ثنائي من الغدد المسطحة والمغزولة، بطول بضع بوصات، ملفوفة بشكل خفي فوق الأنابيب المتصلة من الأذن إلى الحلق. قام العلماء، الذين حيرتهم الصور التي أظهرتها الآلة، بتشريح الأنسجة من جثتين ووجدوا أن الغدد تحمل أوجه تشابه مع الغدد اللعابية المعروفة الموجودة أسفل اللسان، تم ربط الغدد الجديدة أيضاً بقنوات تصريف كبيرة، في إشارة إلى أنها كانت تنقل السوائل من مكان إلى آخر. ليس من الواضح تماماً كيف استعصى اكتشاف هذه الغدد من قبل على علماء التشريح. ويقول الدكتور فوتر فوغل، اختصاصي علاج الأورام بالإشعاع في المعهد الهولندي للسرطان ومؤلف الدراسة: «الموقع ليس سهل الوصول إليه، وتحتاج إلى تصوير حساس للغاية لاكتشافه». يمكن أيضاً وخز الغدد اللعابية الكبيرة الأخرى بالجسم، والتي تقع بالقرب من سطح الجلد، وحثها، هذا أقل جدوى مع هذا الزوج الرابع من الهياكل، المختبئ أسفل قاعدة الجمجمة. وقال الدكتور فوغل إن «الاكتشاف الجديد قد يساعد في تفسير سبب إصابة الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي لسرطان الرأس أو الرقبة بجفاف مزمن في الفم ومشاكل في البلع». وتابع الدكتور فوغل: «لأن هذه الغدد الغامضة لم تكن معروفة للأطباء لم يحاول أحد قط أن يحميها من مثل هذه العلاجات الكيمياوية».

للمزيد: https://alqabas.com/article/5809707


 اكتشاف أعضاء سرّية جديدة.. في جسم الإنسان



Maarakeh Online footer logo

© 2018 Maarake Online

Powered by:VAST Logo