Maarakeh online logo

m66

33

fss   aass
ذكريات طفولة ببساطتها . . و ما تبقى منها سوى حنين لأيام خلت*

♦️مازلت أذكر كيف كانت تتزاحم أطباق الطعام على طبق القش الذي حاكته يدا جدتي بحرفية وأناقة وكيف كانت تتوسطه مقلاة هرمة تفوح منها رائحة البيض المقلي بالزبدة العربية والتي لم يتبق من زندها إلا ثقبين يتأرجح فيهما برغيين صغيرين وقد تكدست على حوافها بقايا الزيت المحروق عبر سنوات خدمتها الطويلة ،
يجاورها صحن كبير من الشنكليش مع البندورة والبصل المفروم وقد طاف فوقهم زيت الزيتون ، بالإضافة لصحن الباذنجان المقلي الذي اعتدت تناوله في تلك الأيام وكأنه تقليد ريفي في كل بيوت قريتنا ، ولا أنسى كتلة الأعشاب المتنوعة التي قامت جدتي بجمعها من الأحراش المجاورة ،
ما أود قوله إنه كان طبقاً شهياً بمكوناته، ولكن البيض كان أشهاها ، حيث كانت تتقاطع أيدينا في السباق إليه وكأن دجاجات جدتي قد بلغت سن اليأس .
بعد أن ننهي عشاءنا على ضوء قنديل الكاز ذو الزجاجة المكسورة الذي تغص شعلته كلما مر أحدنا بجاوره ، كنا نهرع لنحجز مكاناً تحت مظلةٍ من الغار اتكأت في قسمها الخلفي على جدار الغرفة وفي قسمها الأمامي على جذعين من البلوط قد ثُبتا ببرميلين معدنيين تملؤهما حجارة صغيرة ،
غالباً ماكنت أختار موقعاً يجعلني قريباً من اللوكس لأحظى بشرف دقهِ كلما خبا نوره ولأرقب عن كثب جموع الحشرات الطائرة التي كانت تتقاطر إليه وكأنه المنارة في لجّ تلك العتمة .
ليبدأ جدي بعد ذلك بسرد قصصه و حكاياه التي كانت تزرع فينا الدهشة حيناً والخوف أحياناً أخرى ، في تلك اللحظات وعندما كنت أشعر بالخوف كنت أنظر إلى ذلك القسم المظلم من السطح الذي لم يطله النور لتسرح في مخيلتي أفكارً وظنون تجعلني أدنو وأقترب لأمسك بشروال جدي وكأنه طوق نجاتي من مخاوفي التي أثارها جدي بطريقة سرده ولحظات توقفه المفتعله ليقتنص خشوع عيوننا وانبهارها .
كان أكثر مايخيفني أن أكمل رواية جدي دون أن ينال النعاس مني ، لأصارع مخاوفي بأن أدس رأسي عميقاً عميقاً تحت غطائي علنّي أتذكر قصة فرحة أو حادثة تنجيني من هذا القلق الملعون ..

صباح الخير والذكريات الجميلة ????

منقول


ذكريات طفولة    ببساطتها . . و ما تبقى منها سوى حنين لأيام خلت*



Maarakeh Online footer logo

© 2018 Maarake Online

Powered by:VAST Logo