يوليو 20, 2020

الوادي

♦️نسأل أنفسنا أحياناً: كيف نكتب عن قضايا ثانوية في ظل وجود قضايا أساسية؟ هذا السؤال يقود إلى سؤال ثان: ما هي القضايا الاساسية؟ وما هي القضايا الهامشية؟
من يحددها؟ ووفق أي معايير؟ أرى أن ليس هناك معيار واحد لتحديد الأولية والأهمية، لأن الهوة تزداد عمقاً واتساعاً، بين الناس والحكومة، الناس في واد والحكومة في واد آخر، من وعودها التي تشبه غيوم شهر آب التي ما أن تظهر حتى تختفي.
وأيضاً تسلّط المصارف على حياتنا ورواتبنا حتى وقعنا فريستها من دون أن يكون لنا طاقة أو قدرة على المعالجة. والكهرباء أشبه بالنيازك الهابطة من السماء، ما أن تضيء حتى تنطفىء.
وأيضاً، الأسعار ترتفع بالمصعد وتنزل على الدرج في السوق الإستهلاكية في لبنان واضحة وضوح الشمس، والتي هي غير مرتبطة بسعر الدولار أو ارتفاع الأسعار عالمياً، لأن موادنا الغذائية اللبنانية من حبوب ومزروعات وصناعات لا زالت باللبناني، فلماذا تبقى الأسعار عندنا على ارتفاع…
تتحفنا الوزارات المعنية والمصالح المختصة بسلسلة من الإجتماعات مع التجار من مختلف القطاعات وزفت إلى المستهلكين ان الأسعار ستنخفض تدريجاً، لكن وفق القاعدة الخالدة التي تقول: إسمع تفرح إستهلك تحزن فإن الوعود البراقة والمعسولة ذهبت أدراج الرياح، وكانت حلم ليلة كانون. وتحوّلت البلاد إلى سوق سوداء الطحين بالسوق السوداء المواد النفطية كذلك بنزين ومازوت والعملات…
سؤالنا هنا: ما هو منطق إستمرار هذا التمادي على المواطن غير نزعة الجشع، والربح غير العادل؟ والحكومة غافية غير صاحية….
والدليل، إن بعض التجار لا يليق بهم سوى السجن لأن رادع الضمير صار مثل بعض قواعد اللغة العربية، كالضمير الغائب.