في الفترة من يناير 1918 إلى ديسمبر 1920 ، تسبب تفشي مرض الإنفلونزا الإسبانية القاتل في إصابة 500 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. تشير التقديرات إلى أن ما بين 50 و 100 مليون شخص ماتوا بسبب الفيروس ، وبعبارة أخرى ، ما يصل إلى 5 ٪ من سكان الكوكب. لقد أودى هذا الوباء بحياة عدد من من الأشخاص هو الأكبر مقارنة بأي مرض آخر في التاريخ المسجل ، وأكثر من إجمالي عدد الوفيات في الحرب العالمية الأولى.
قتلت سلالة الإنفلونزا الإسبانية ضحاياها بسرعة لم يسبق لها مثيل. في الولايات المتحدة ، كثرت القصص عن أشخاص استيقظوا ثم ماتوا وهم في طريقهم إلى العمل. كانت الأعراض شنيعة: يعاني المصابون من حمى ويصابون بضيق التنفس. قلة الأكسجين تسبب تحول وجوههم إلى اللون الأزرق. النزيف يملأ الرئتين بالدم ويتسبب في القيء الكارثي ونزيف الأنف، مع غرق الضحايا في سوائلهم. على عكس العديد من سلالات الإنفلونزا التي سبقتها ، لم تهاجم الإنفلونزا الإسبانية الصغار والكبار فقط ، بل وأيضاً الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 عامًا.
كان العامل الرئيسي في انتشار الفيروس هو الصراع الدولي في نهاية الحرب العالمية الأولى. انتشرت الأنفلونزا حول العالم بفضل الحركة الهائلة والسريعة للقوات الحربية في جميع أنحاء العالم. كما ساعدت مأساة الحرب في إخفاء معدلات الوفيات المرتفعة بشكل غير عادي للفيروس الجديد. في هذه المرحلة المبكرة ، لم يكن المرض مفهومًا جيدًا وغالبًا ما كانت تُنسب الوفيات إلى الالتهاب الرئوي.
الوباء الذي استمر لمدة عامين أدى لاتخفاض متوسط عمر الأمريكيين 10 سنوات بشكل عام. فرضت العديد من المدن وبلدان بأكملها قيودًا كاملة على جميع التجمعات العامة والسفر، في محاولة لوقف انتشار الوباء. تم إغلاق المسارح والكنائس والأماكن العامة الأخرى لأكثر من عام ، واختصرت الجنازات بحيث لا تزيد عن 15 دقيقة فقط.
لكن لماذا سميت هذه الأنفلونزا بالإسبانية؟
السبب هو أن الرقابة في زمن الحرب قلصت من التقارير المبكرة عن المرض والوفيات في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. بينما كانت الصحف الإسبانية تتمتع بالحرية في نشر أخبار انتشار الوباء في إسبانيا التي كانت محايدة خلال الحرب، وقد خلق هذا انطباعًا خاطئًا عن إسبانيا باعتبارها تعاني من انتشار الوباء أكثر من غيرها ، مما أدى إلى ظهور تسمية "الإنفلونزا الإسبانية".

يوميات الحياة المعاصرة