حسن زغلول لـ حسن زغلول
09/02/2020 | مفاكر
التضليل السياسي الإستراتيجي يعتمد في نجاحه على سيناريو “درامي تلاعبي واقعي معد بدقة متناهية”، يلعب بطولته “زعماء دول وتيارات وأحزاب سياسية و مؤسسات إعلامية ، …الخ، ويتم في نهايته فرض أمر واقع على “من يوجه إليه التضليل”.
الأسطورة أو الخرافة، هي إحدى الأفكار الرئيسة لسيناريو بناء “الصدمة ” في التضليل السياسي أو الإقتصادي الإستراتيجي، وهي بشكلها “القريب من الواقع” تمتلك قدرة كبيرة على الضغط النفسي القادر على إجبار “دول عظمى” على إتخاذ قرارات سياسية مصيرية وفي بعض الأحيان “خاطئة”.
القيادة الصينية في واقع الحال إستخدمت تكتيك تضليلي إقتصادي خاص، ولم تلجأ لتطبيق إستراتيجية سياسية عالية “للتخلص من المستثمرين الأوروبيين، ولدعم العملة الصينية بوقت واحد”، لأنها تعلم أن الأوروبيين والأمريكيين “يبحثون عن ذرائع للإيقاع بالصينيين”، وقد نجحت من خلال هذا التكتيك في “خداع الجميع”، وحصد 20 مليار دولار أمريكي بظرف يومين، هذا بالإضافة إلى إستعادة 30% من الإحتكارات الخاصة.
الرئيس الصيني شي جين بينغ خدع الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية بوقت واحد، وعلى مرأى جميع من في العالم، لعب لعبة إقتصادية ذات طابع تكتيكي، لم تخطر ببال أحد.
فقبل فيروس كورونا كانت معظم الأسهم والحصص في المشاريع الاستثمارية في معامل إنتاج التكنولوجيا والكيماويات تعود ملكيتها للمستثمرين الأوروبيين والأمريكيين، وهذا يعني أن نصف الأرباح من الصناعات التكنولوجية والكيميائية الخفيفة والثقيلة، كانت تذهب إلى أياد المستثمرين، وليس إلى الخزينة الصينية، مما كان يؤدي إلى هبوط صرف العملة الصينية اليوان، ولم يكن بإستطاعة المصرف المركزي الصيني أن يفعل شيئاً أمام السقوط المستمر لليوان، حتى أنه انتشرت أنباء عن عدم قدرة الصين على شراء أقنعة للوقاية من إنتشار الفيروس القاتل.
هذه الشائعات و تصريحات الرئيس الصيني “بأنه مستعد لإنقاذ البلاد من الفيروس”، أدت إلى إنخفاض حاد في أسعار شراء أسهم شركات صناعة التكنولوجيا في الصين، وقد تسابقت إمبراطوريات تمويل المستثمرين “الأجانب” في طرح الأسهم الإستثمارية للبيع بأسعار منخفضة جداً، وبعروض مغرية، “لم يشهد لها مثيل”.
الرئيس الصيني انتخظر أسبوعاً كاملاً، ثم ظهر فجأة مبتسماً في مؤتمر صحفي، وعندما وصلت أسعار الأسهم الأجنبية إلى حدودها الدنيا شبه المجانية، أصدر أمراً بشراء أسهم الأمريكيين والأوروبيين بوقت واحد، ولما تيقن ممولو الإستثمارات الأوروبية والأمريكية بأنهم خدعوا، كان الوقت متأخراً جداً، حيث كانت الأسهم في يد الحكومة الصينية.
فيما بعد ستذهب أرباح شركات الصناعات التكنولوجية والكيماوية إلى خزينة الحكومة الصينية، ولدعم اليوان، لن تكون الحكومة الصينية مضطرة لدفع رصيدها من الذهب.
كيف نجح الصينيون في خداع العالم بقصة “فيروس كورونا”