النهار
العلم والعالم
.
توسعت قائمة الدول التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجدّ، فهو تفشى في 45 دولة حول العالم، ما دفعها إلى تشديد الاجراءات المتخذة، اذ علقت السعودية دخول المعتمرين، فيما أغلقت المدارس في بلدان عدة، وأوقفت رحلات الطيران الى الدول التي انتشر فيها الوباء.

وكانت الصين من حيث انطلق الفيروس حتى وقت قصير المركز العالمي الوحيد للوباء، وسجلت فيها حتى الآن 78 ألف حالة إصابة و2744 حالة وفاة. لكن ظهور حالات إصابة جديدة في كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران أيضاً زاد المخاوف من تحولها إلى بؤر انتشار إضافية للفيروس.

وتخطى أمس الخميس عدد الإصابات اليومية خارج الصين بـ "كوفيد - 19" تلك التي سجلت في الصين (433 إصابة). ففي كوريا الجنوبية، المركز الرئيسي للمرض خارج الصين، يزداد عدد الإصابات في شكل كبير. وأشارت سيول إلى أن عدد الإصابات اليومية الإضافية أمس الخميس فاق الـ500 إصابة، ما يرفع عددها الاجمالي إلى 1766 إصابة، بينما يبلغ عدد الوفيات 13.

وينتشر الفيروس حالياً في أكثر من 45 بلداً اتخذت إجراءات وقاية متفاوتة. وبلغ عدد الإصابات خارج الصين نحو 3600 إصابة، مع أكثر من 50 وفاة، إذ أعلنت إيران عن وفاة 26 شخصاً، مع تسجيل 7 وفيات إضافية الخميس. واعلنت السلطات عن إلغاء صلاة الجمعة في 23 مدينة إيرانية خشية من انتشار الفيروس بوتيرة سريعة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في مؤتمر صحافي يومي عن تسجيل 106 إصابات إضافية ما يرفع عدد الإصابات بوباء كوفيد- 19 إلى 245 في إيران. وأوضح أن الإصابات الجديدة سُجّلت في محافظات طهران (38) وجيلان (23) وأصفهان (8) وقم (7) ومازندران (7) وأردبيل (5) ولورستان (3) وسمنان (3) والبرز (3) وأذربيجان الشرقية (2) وكرمانشاه (2) وحمدان وحالة واحدة في كل من يزد وكردستان وأذربيجان الغربية وخراسان رضوي. ومن بين الأشخاص المصابين الجدد مجتبى زلنور وهو رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني. وعلقت السعودية "موقتاً" دخول الراغبين بأداء العمرة إلى أراضيها وزيارة المدينة المنورة، في إجراء احترازي غير مسبوق يرمي إلى منع وصول فيروس كورونا المستجدّ إلى المملكة ويثير تساؤلات حول موسم الحج الذي ينطلق في تموز المقبل.

وتستقطب مناسك العمرة ملايين المسلمين سنويا من مختلف بلدان العالم. ويأتي القرار بتعليق أدائها قبل شهرين من حلول شهر رمضان حين تتضاعف أعداد المعتمرين.

ويعدّ المعتمرون والحجاج في مكة عرضة للعدوى من الفيروسات والأمراض نتيجة لظروف الازدحام الشديد في أماكن الصلاة وفي وسائل النقل.

ولم تعلن المملكة تسجيل حالات بفيروس كورونا المستجدّ، لكنّها أعربت عن قلقها من بدء انتشاره في الدول المجاورة، خصوصا في البحرين والكويت حيث تقرّر إغلاق المدارس والجامعات. وقالت وزارة الخارجية في بيان إنّه في إطار "إجراءات وقائية استباقية لمنع وصول الفيروس إلى المملكة وانتشاره" تقرّر "تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف (في المدينة المنورة) موقتاً". وأعلنت مدينة بيجينغ الأربعاء أن الوافدين من دول أخرى "طالها الفيروس في شكل كبير" عليهم أن يخضعوا للحجر لمدة 14 يوماً.

مع ذلك، يبدو أن الفيروس بلغ ذروته في الصين حيث انخفض عدد الوفيات اليومية، إذ أعلنت السلطات عن 29 حالة وفاة إضافية، وهذا أدنى عدد منذ نحو شهر.

ووصل كورونا المستجد إلى البرازيل عبر برازيلي عائد من إيطاليا. وسجلت رومانيا وإستونيا والدانمارك والنروج أولى حالات الإصابة فيها، بينما عززت دول أوروبية عديدة إجراءاتها الوقائية. وأُعلن عن ظهور الفيروس في اليونان ومقدونيا الشمالية ورومانيا وجورجيا وباكستان.

واتخذت روما من جهتها تدابير قاسية، عبر عزل 11 مدينة في الشمال، رئة البلاد الاقتصادية. وباتت إيطاليا هي الدولة الأكثر تأثراً بالوباء في أوروبا، اذ بلغ عدد الإصابات 400 بينها 13 وفاة.

أما في فرنسا، فقد سجلت حالتا وفاة و18 إصابة. وأودى الفيروس بأول فرنسي وهو رجل ستيني مدرّس لم يزر قط منطقة ينتشر فيها المرض. وكان قد أُعلن سابقاً عن وفاة سائح صيني في هذا البلد. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس، "نحن أمام وباء" و"علينا أن نواجهه على أحسن وجه". في حين سجلت بريطانيا وإسبانيا والنمسا من جهتها حالات إصابة جديدة.

ولم تعد إفريقيا أيضاً بمنأى عن الفيروس، رغم أن عدد الإصابات لا يزال منخفضاً. وبات إيطالي وصل إلى الجزائر ثاني مصاب بفيروس كورونا المستجد في القارة بعد تسجيل إصابة سابقة في مصر.

وكان أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الماضي أن بلاده غير المتأثرة بشدة حتى الآن، جاهزة للتعامل مع الوباء "على نطاق أكبر بكثير". وقال إن "مستشفيات ولايات عدة خصصت غرفا وشيّدت فضاءات للحجر الصحيّ"، واعتبر أن انتشار الفيروس على نطاق واسع "ليس مستبعدا".

وعززت دول خليجية الإجراءات الاحترازية للتصدّي للفيروس حيث أوقفت رحلات وأصدرت قرارات بمنع سفر وأغلقت مؤسسات، مع تسجيل إصابات جديدة في المنطقة، كلها قدمت من إيران حيث سجّلت 26 حالة وفاة وهو أكبر عدد وفيات في العالم بعد الصين. وقرّرت وزارة التربية البحرينية تعليق الدراسة في المدارس والجامعات الحكومية والخاصة لمدة أسبوعين ابتداء من الأربعاء الماضي، بعدما تبيّن أنّ أحد المصابين سائق حافلة مدرسية. كما اتّخذت الكويت قرارا مماثلا الخميس.

وهناك 33 مصاباً في البحرين، و43 في الكويت، جميعهم أتوا من إيران التي يسافر إليها آلاف البحرينيين والكويتيين الشيعة لزيارة مراقد دينية فيها. وأعلنت الإمارات تسجيل 13 إصابة، بينما سجّلت سلطنة عمان أربع إصابات.

وبلغت الإجراءات قطر التي نصحت المواطنين بالتخلي عن بعض العادات الاجتماعية وبينها تقبيل الانف، والاستعاضة عن ذلك بمصافحة الأيدي فقط.

وأوقفت الكويت التعامل بالبصمة في الدوائر الحكومية. في حين أغلق العراق الأماكن العامة حتى 7 آذار.