.

كنت اعمل في شركة صيرفة في شارع الحمرا مبنى
البيكاديلي اكيد مش مدير ????بس كنت مرافق وسائق صاحب الشركة
وهو من حملة الجنسية الامريكية كان صاحب علاقات مع كل الأحزاب و مدعوم من المخابرات السورية و بحكم قرابة والدته مع اهل القرداحة
كان يتودد له كثيرين من أصحاب البنوك .

في عز بداية ارتفاع سعر الدولار من ٣٠٠ إلى ٥٠٠ و صعودا إلى ١٠٠٠ ليرة
كان هو قد حقق أرباح خيالية له و لعدد من أصحاب البنوك .

كنا في الليل نذهب مع كل المرافقين إلى منزل مدير أحد البنوك ونأخذ حقائب ممتلئة بالدولار الأمريكي وكنا نفتح سوق بيروت للصرافين من عندنا من المحل عبر الجهاز بندأ (صباح الخير بيروت فتح ب ...)

وكانت البنوك لا تعطي الدولار لكنها كانت تعطي لبناني فكان المواطن يلجأ للصرافين لشراء الدولار و هنا تكمن لعبة التحكم بالسعر .

وكنا نذهب إلى مصرف لبنان في النهار و نجلب العملة اللبنانية بنفس الحقائب و كنا نمشي طابور مسلح لا يقل عن ٣٠ مسلح من مصرف لبنان إلى البيكاديلي و كنا نتزعرن عل الناس بالطريق و نطلق النار بالهواء لإرهاب الحرامية المتربصين بنا .

وحينها كان البلد بعز الحرب والسلاح المتفلت
وكان يتداول بالسوق للدولار مزور طبعة ممتازة كان معلمي يدفع ٧٠ دولار الورقة ال١٠٠ دولار فيحقق ربح فوري ٣٠ دولار وكنا نختم الدولارات باختام محلنا لإثبات انها غير مزورة

وكنا بعز المعارك بين الجيش والقوات بالمنطقة الشرقية ندخل نشحن الدولار و باقي العملات عبر البحر إلى قبرص وكانوا كلهم يقبضوا من المتحف لنهر الكلب
كذلك الامر في الضاحية بعز حرب الاخوة بين امل وحزب الله
كان ضباط المخابرات السورية يأمنو إخراج وإدخال العملة
وكنا كل اسبوعين يصلنا إلى بيروت بالبيك أب غلة سوق اللحم والخضار بالشام بالعملة السورية ونعطيهم مكانها دولار و كان العميد غازي كنعان هو الذي يحضرهم شخصيا او مع مرافقيه

لكنني لم أرى في تلك الحقبة هذا الذل الذي يمارس و على الناس في البنوك اليوم

ما حدا يخبرني لا حاكم مصرف لبنان الكذاب ولا الطبقة السياسية كلها أنهم ما بيعرفوا من وين عم يجي الدولار

كل الصرافين ببيروت والضاحية والمدن كلها محميين من الدولة وقوى الامر الواقع

الصراف ما عنده مطبعة الصراف عنده بنك وجهة سياسية بتموله بالعملة الصعبة

هي القصة عشتها بحذافيرها بسن ١٩ سنة
علي أحمد الزين
جنيف -سويسرا