طيار روسي "بطل" يهبط في حقل ذرة لينقذ حياة 232 راكبا
Tayyar.org
 نجح طيار روسي في إنقاذ حياة 226 مسافراً وسبعة من أفراد الطاقم، بعدما تمكن الخميس 15 أغسطس (آب) 2019، من الهبوط بطائرة إيرباص هاجمها سرب من طيور النورس، في حقل ذرة على بعد كيلومتر واحد من مدرج مطار زوكوفسكي في منطقة رامنسكي بضواحي موسكو.
وهاجمت الطيور الطائرة بعد وقت قليل من إقلاعها من موسكو ما تسبّب باضطراب في المحرك، ليقرر طاقمها الهبوط فوراً.
وأنزلت السلطات الروسية بواسطة سلالم هوائية ركاب طائرة الإيرباص "إيه321" التابعة لشركة طيران "أورال إيرلاينز"، ونُقل بعضهم إلى المستشفى، فيما توجه الآخرون إلى المطار. وتحدثت وزارة الصحة عن نقل 23 شخصاً إلى المستشفى من بينهم تسعة أطفال، لكن الوزارة أكدت أن إصابات الجرحى طفيفة، باستثناء امرأة عمرها 69 سنة تعاني من إصابات متوسطة وتحتاج إلى البقاء في المستشفى لفترة أطول.
لحظات الرعب
وتحدث الركاب عن خوفهم لحظة سقوط الطائرة، وقالت الراكبة سفيتلانا بابينا إن "صوت الطيور كان يمكن سماعه من داخل الطائرة وبدأت المحركات بإصدار أصوات غريبة". وحيا الركاب الطيار الذي تعامل بهدوء وحكمة مع هذا الحادث، مستعيناً بخبرته الطويلة في مجال الطيران، وفور هبوط الطائرة صفق له الركاب بحرارة.
وأشادت وسائل الإعلام الروسية على نطاق واسع بالطيار يكاترينبورغ دامير يوسوبوف وفريق عمله، وبسرعة بديهته ومهنيته واحترافيته بعملية الهبوط الاضطراري، واصفة إياها بأنها النسخة الروسية من "معجزة هدسون" الأميركية.
ويطلق الغرب عبارة "معجزة هدسون" أو The Miracle on the Hudson على واقعة تمكن طيار أميركي خلالها من الهبوط بسلام بطائرة ركاب واجهت حالة طارئة على سطح الماء في نهر هدسون في نيويورك.
الكرملين

كذلك، أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن الكرملين "سيمنح الطيار ومساعده الأوسمة الحكومية التي يستحقانها في أسرع وقت ممكن"، وفق تعبيره.
كما أشاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "بالطيارَيْن البطلَيْن" اللّذين هبطا بالطائرة من دون أن تتحطم.
وكانت الطائرة في طريقها إلى سيمفيروبول، كبرى مدن منطقة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 والتي تُعتبر مقصداً سياحياً شهيراً للروس خلال الصيف.
مشكلة متنامية
وحذر خبراء عدة من مشكلة متنامية متعلقة بتجمع الطيور في مكب نفايات غير قانوني قرب مطارات موسكو.
وقال خبير أمن الطيران ألكسندر رومانوف إن "المشكلة مع الطيور باتت كبيرة، بسبب النفايات المنتشرة بين المطار ونهر موسكو، في انتهاك للقواعد المعمول بها في مجال سلامة الطيران".
وكانت روسيا تُعرف بسمعتها السيئة في مجال حوادث الطائرات، لكن سجلها في مجال سلامة الطيران تحسن كثيراً خلال السنوات الأخيرة.
ووقعت آخر حادثة كبيرة في روسيا في مايو (أيار) 2019، حين اشتعلت النيران في طائرة إيروفلوت لدى هبوطها الاضطراري في مطار شيريميتييفو في موسكو، ما أسفر عن مقتل 41 شخصاً.

The Independent