ضحية لفظت أنفاسها مع بداية السنة الجديدة، بسبب حادث سير مروّع تعرض له قبل نحو ثلاثة أسابيع، ليرحل بعد مقاومته الموت طيلة هذه المدة، قبل أن يحقق أمنيته بالدخول إلى الجامعة التي حُرم من مقاعدها بسبب أوضاعه المادية…. رحل بلال عمر ابن الضنية، الشاب المقدام والعصامي، عند الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل، فاجعاً كل من عرفه بخسارته.
لقمة عيش مغمّسة بالدم
“قبل أسابيع كان بلال في عمله في “فالي باركينغ” أحد مطاعم طرابلس، توجه بسيارة أحد الزبائن لركنها، وإذ بسيارة مسرعة تمر بالمكان فتصطدم بالسيارة التي كان يقودها. قوة الضربة أدّت إلى قذف بلال من الزجاج”، وفق ما قالت زميلته في العمل دوللي شامي لـ”النهار”، وأضافت: “نقل الشاب العشريني إلى مستشفى المظلوم في حالة غيبوبة. حاول الأطباء القيام بكل ما في وسعهم لإنقاذه، قاوم حتى اليوم ليُعلن عن رحيله الأبدي”. وأردفت: “كم دعونا له بالشفاء والعودة إلى عائلته وعمله سالماً معافىً، إلى الآن لا أستطيع تصديق أن من أمضيت وإياه ما يزيد على السنة في العمل لن أراه بعد الآن وأتبادل المزاح والضحك معه”.
رحيل قبل تحقيق الحلم
وحيد والديه على ثلاث شقيقات كان يطمح، كما قالت دوللي، إلى متابعة تعليمه، شارحة: “الأوضاع المادية الصعبة التي يمر بها معظم شباب لبنان حالت دون تمكّن بلال من التسجيل في الجامعة، ومع ذلك أطلعني قبل فترة عن نيته الإقدام على هذه الخطوة، لكن للأسف فارق الحياة قبل أن يمنحه الزمن مزيداً من العمر لتحقيق أحلامه وطموحاته”. وأضافت: “شهادتي ببلال مجروحة، لكن كل من عرفه لمس طيبة قلبه وشهامته واندفاعه بمساعدة كل من يحتاج إليه. كان شاباً خلوقاً. لم تكن الابتسامة تفارق ثغره، كم أتمنى لو كان بيننا الآن، لكن للأسف اعتدنا أن يسرق الموت منا أغلى الناس”.
أصدقاء بلال نعوه على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، وعبّروا عن حزنهم العميق لفقدانه.
عن موقع السكسكية
أسرار شبارو- النهار
كان حلمه العودة إلى مقاعد الدراسة:بلال رحل بحادث مروّع خلال عمله