امبارح جيت ما لقيت حدا منهم ..أولك وين راحوا يا إمي ؟
بتذكر اني تركتهن هون حد الموقدة ،يحكوا حكايات.
بتذكر يا إمي كنت اغفى بيناتهن.وما أوعى لوج الضو ،على صوت جارتنا ام حسين
....بتخبط عالبوابة العتيقة .بتذكر يا إمي كنت اركض افتح البوابة لام حسين لاقي سلة تين، كل حبة مليانة حنان ومحبة وعافية....
جيت وما لقيت حدا منهن..
أولك وين راحوا خلاني ياإمي ؟
وين القلوب الصافية، وين اللي كانوا اهل ،واحباب ، وجيران؟.
اليوم وعيت يا إمي لوحدي ..مش متل ما كنت أوعى من عشرين سنه على صوت بعقور جارنا أبو حسين يخبط عالبوابة وينادي : وينكن يا أهل الدار بعدكن نايمين ؟.
بتذكر يا إمي كنت افتح له البوابة يقللي صبحك بالخير يا جدي، شو كان حلو صباحه...
اللي كان ريحته زعتر وطيون يا إمي ..
يعطيني سطل الحليب ويقللي : قول لإمك تفوره.
.ويفل وريحته تضل ....
بعدها لليوم يا إمي ريحته عالبوابة..
وين راحوا....يا إمي. بتذكر كانوا كتار أهل وإحباب وجيران؟
بتذكر يا إمي ليالي الشتا القويه وصوت الرعد اللي كان يبكيني،، كانوا يجوا كلهن حواليي ، يحكوا لي قصة حلوة هنية، كنت اسمع نصها ،واغفى... .والنص التاني كنت احلموا بأحضانهن الهنية.
امبارح يا إمي مشيت بشوارع الضيعه وبالصدفة وصلت على بيت جارنا أبو حسين ، اللي كان يعطيني مع كل مطلع شمس سطل حليب ..حطيت اذني على باب البيت ، سمعت انين ووجع وآهات..صرخت بأعلى صوتي:
..ياجدي..يا جدي أبو حسين ..ردت عليي الجدران وقالت الله يرحمه...
وستي ام حسين، تتوجع ما عندا دواء ..
أولك سبقني الزمان يا إمي..وتأخرت كتير؟.
انا راجع يا إمي....راجع يا إمي مطرح ما كنت..
ويمكن أبعد.. أبعد بكتير..ويمكن مش راجع لهون.
...بكرا يا إمي اذا رجعوا أحبابي! وخلاني! قوليلن حسن كان هون سأل عنكن الوديان والبساتين.. ، وما شاف حدا منكم.
وقوليلن اني اشتقتلن... اشتقتلن كتير يا إمي...
بخاطرك ...ياإمي .ترضي عليي.
حسن موسى خليل...معركة .الجنوب