| تربية وشباب
رسوب «التربية» في الإمتحان.. وهل الشفافية في الإعتذار؟
09 آب 2019
وزير التربية يعتذر عن الخطأ حجم الخط
رسم ما حصل امس مع اصدار نتائج الدورة الاستثنائية لشهادة البكالوريا اللبنانية اكثر من علامة استفهام حول جدية التصحيح والآلية المتبعة لاصدار النتائج، كما رسمت اكثر من علامة حول الشفافية التي رأى وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب ان الاعتذار واستقالة المسؤول عن الخطأ التقني برهان عنها، ولكن برأي الكثير من المتابعين للشأن التربوي ان التربية سقطت امس في الامتحان.
وبعد ان صدرت النتائج ليل امس، وفرحة الكثيرين بالنجاح، جرى سحب النتائج، وإعادة إصدارها من جديد، فمن نام على اساس انه ناجح استيقظ على خبر رسوبه، وسارع الوزير شهيب للاعتراف بالخطأ الذي حصل، وعقد مؤتمرا صحفيا أوضح فيه طبيعة الخطأ التقني الحاصل في نشر نتائج شهادة الثانوية العامة في دورتها الإستثنائية، وكيفية تصحيحه، ودعا المرشحين المعنيين بهذا الخطأ إلى الإطلاع على تفاصيل النتيجة، وحمل الموظف المعني المسؤولية.
حضر المؤتمر المدير العام للتربية فادي يرق وأعضاء اللجان الفاحصة، وقال الوزير شهيب: هناك خطأ حصل في نشر نتائج الإمتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة، والخطأ وارد ونحن لا نتهرب من المسؤولية، وهو ناتج عن علامة مادة الفلسفة وهي مادة معتمدة في الفروع الأربعة لهذه الشهادة ولكن بتثقيل مختلف في كل فرع.
إن تصحيح المسابقات وإدخال العلامات إلى أجهزة الكمبيوتر تما بكل دقة ومن دون أخطاء، كما أن نقل العلامات عن لائحة المصحح الأول والمصحح الثاني والمدقق قد تم بدقة ومن دون أخطاء.
وبالتالي فإن النتائج الإلكترونية والورقية صحيحة ومطابقة 100% وهي بتصرف من يوم غد (اليوم) لكل من يريد ان يرى بعينيه. أما الخطأ الذي حدث في نشر النتائج فقد جرى بحسب السياق الآتي: تتضمن مسابقة الفلسفة ثلاثة أسئلة يختار المرشح سؤالاً واحداً من بينها. توضع العلامات في خانات مخصصة لها.
كما وضعت خانة إلى جانبها تحدد رقم السؤال الذي تم اختياره من قبل المرشح. الخطأ حصل في جمع رقم السؤال مع علامات الأسئلة عند النشر، ثم جرى التثقيل.
مثلاً إذا اختار المرشح السؤال رقم واحد جرى إضافة علامة واحدة إلى رصيد مادة الفلسفة على اعتبار أن الخطأ الذي حصل في النشر ألزم جهاز الكمبيوتر باحتساب رقم السؤال مع علامة السؤال. وبالتالي فإذا اختار المرشح السؤال رقم إثنين تضاف علامتان إلى رصيده، وإذا اختار السؤال رقم 3 تضاف ثلاث علامات إلى رصيده.
وعند تثقيل علامة الفلسفة بحسب فرع الشهادة ازدادت علامة هذه المادة وبالتالي ازداد المجموع. من 3 إلى 9 علامات بحسب اختيار السؤال، فالقضية هي موضوع إحصاء يتناول اي سؤال تم اختياره من جانب المرشحين، وذلك لرصد خياراتهم من اجل الدراسة التحليلية للأسئلة عند تقييم الإمتحانات الرسمية.
أضاف: عندما تنبهت اللجنة إلى هذا الخطأ بعد دقائق من النشر، تم سحب النتائج عن الموقع وإلغاء احتساب خانة ترقيم السؤال ومن ثم اعيد النشر بصورة صحيحة مطابقةً للسجلات الورقية والإلكترونية الموجودة لدى دائرة الإمتحانات. نحن كوزارة تربية وتعليم عالي نتحمل كامل المسؤولية عن أعمال الموظفين، وقد تمت محاسبة المسؤول عن هذا الخطأ، بقبول استقالته فورا والطلب تعيين آخر مكانه.
إننا نقدر شعور المرشحين ومرارة الأهل نتيجة هذا الخطأ التقني الذي حصل في عملية النشر، وكنا حرصاء منذ بداية الإمتحانات الرسمية على إجرائها بصورة شفافة ودقيقة، وبالتالي فإن تصحيح الخطأ مهما كان نوعه يصب في خانة إعتماد الشفافية قولاً وفعلاً. وقد اتصلت صباحا بالمفتش العام التربوي السيدة فاتن جمعة وطلبت إجراء التحقيقات اللازمة، كون التفتيش شريك أساسي في الإمتحانات الرسمية.
إن الوزارة تتيح أمام المرشحين الإجتماع بالمعنيين ابتداءً من صباح غد وبحسب ارقام المرشحين التسلسلية وذلك لمدة يومين، فكل السجلات الورقية والرقمية متاحة للإطلاع عليها والتأكد من شفافية العمل وصحة العلامات والنتائج بالتفصيل وهي موثقة.
فعلى الرغم من أن النتائج بحسب القانون تبقى نتائج أولية وغير نهائية قبل صدور الشهادة الورقية الموقعة، إننا نشعر بمرارة الأهل ومرارة المرشحين ونحترم شعورهم، وإن سجلات الوزارة مفتوحة أمام أي مرشح معني بهذه القضية.
نسب النجاح
ثم عرض الوزير نسب النجاح بالمقرنة بين هذه السنة والسنة المنصرمة ففي الآداب والانسانيات كان نسبة النجاح في الدورة الثانية 19,76٪ اما في 2019 فكانت النسبة 41,2٪، وفي الاجتماع والاقتصاد كانت نسبة النجاح 15,33% والآن 29,57%، في العلوم العامة 54,45% اصبحت 23,33%، وفي علوم الحياة 40،4 اصبحت 30, 29 في هذه الدورة. هذا العام لأن الرقابة دقيقة ولأن المرشحين درسوا بكل مسؤولية وحصلوا على نتائج اعلى. إن الخطأ ليس مقصودا وقد دفع ثمنه من وقع فيه.
وردا على الأسئلة قال الوزير إنني لن أوقع إفادة لأنها مقتل للطالب وللتربية وعندما يعتاد الطالب على الحصول على شهادته بغير حق فإنه سيتابع حياته بهذه الطريقة.
اطلاع الطلاب ليومين على طريقة التصحيح
وشرح يرق تفاصيل التصحيح ووضع العلامة واكد انه سيكون هناك اعادة نظر بالعلامات اذا كان هناك خطأ مادي ابتداءً من الغد(اليوم) على مدى يومين بوجود اللجان الفاحصة ليرى الطلاب والاهالي كيف تم وضع العلامات لأن كل مسابقة العلامة لها ووقع عليها المصحح الاول والثاني وثبتها المقرر، وسيشرح اعضاء اللجان للاهل والاعلام غداً اي توضيح يطلبونه.
اعتصام الطلاب
{ وكان عدد من الاهالي والطلاب قد تجمعوا أمام وزارة التربية اعتراضًا على اصدار نتائج الدورة الثانية واعادة سحبها ما أدى الى رسوب عدد من الطلاب.
كما كان حساب «طلاب لبنان»، أشار عبر «تويتر»، الى أنّ وزارة التربية أصدرت نتائج الدورة الثانية للترمينال قبل منتصف ليل أمسن ثم عادت وسحبتها، ولفت الى أنّ «بعد إصدارها من جديد تغيرت العلامات وعشرات الطلاب يرسبون بعد فرحتهم بالنجاح».
بلبلة
كما تداول ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً لأستاذ مراقب في الإمتحانات الرسمية للدورة الاستثنائية، يؤكد فيه أنّ هناك أموراً غير طبيعية حصلت في نتائج الثانوية العام في الدورة الإستثنائية التي صدرت بالأمس.
وكشف الأستاذ عن أنّ الطالب الذي يدعى غبريال شهيد فضول، ورقم ترشيحه هو 50502 لم يحضر طوال فترة أيام الإمتحانات نهائياً، وكان يضع له إشارة «غائب» في كل يوم وعند خانة كل مادة، ليتفاجىء بالأمس انه ناجح بمعدل 9.7/20.
ورد فوراً المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي على ذلك فاوضح أن المرشح غبريال شهيد فضول قد تعرض لحادث في ٢٤/٧/٢٠١٩ ودخل مستشفى بحنس بحالة طارئة وتقدم اهله بطلب خاص بتاريخ ٢٦/٧/٢٠١٩ لنقله إلى مركز احتياجات خاصة ليلقى المساعدة المطلوبة نظرا لإصابته في الرأس وفي العين، وقد أرفق الطلب بتقرير طبي وتقرير من قوى الأمن الداخلي.
وقد أجرى امتحاناته بعدما تم تغيير مركز الامتحانات قبل يومين من الامتحانات، وألحق من اليوم الأول الإمتحانات بالمركز المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة في مدرسة الأوروغواي نظرا لحالته الصحية، وتم تخصيص قارىء وكاتب لمساعدته على سماع السؤال وكتابة ما يقوله.وقد نجح في الامتحانات.
من جهتها، استدعت الإدارة رئيس المركز للتحقيق معه واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقه كونه عمد الى التشهير بالإمتحانات دون العودة الى إدارته للتأكد من صحة ما يعلنه.
اللواء
رسوب «التربية» في الإمتحان.. وهل الشفافية في الإعتذار؟ 09 آب 2019