*
*مهنا: يواجه لبنان تحديات كبيرة ومطلوب من الأشقاء العرب والأصدقاء الوقوف إلى جانبه في محنته*
زار سفير بلجيكا في لبنان أرنو باولز، يرافقه القائم بالأعمال السيد بيير لويس رينارد، مراكز مؤسسة عامل الدولية في عين الرمانة وحارة حريك، والنائب الألماني جوزف نويمان، عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ترافقه مستشارته الدكتورة فدا سبيتي وأعضاء من منظمة "فريدنسدورف انترناشونال" الألمانية، السيدة كلاوديا بيبمولير والسيدة بريجيت ستيفتير. وكان في استقبال الوفد الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل الدولية، ومسؤولو البرامج وفريق "عامل" في المراكز.
بدأت الجولة بزيارة مركز عامل الصحي الاجتماعي التنموي في عين الرمانة، حيث استعرض فريق العمل للوفد البرامج المقدمة التي تغطي مجموعة واسعة من الاحتياجات. يعد المركز نموذجًا للعمل الإنساني والتنموي الذي يجمع بين الرعاية الصحية الأولية والبرامج التعليمية والتنموية. تقوم مهمّة المركز على تقديم برامج الرعاية الصحية بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، كما يوفر برامج لتمكين المرأة اجتماعيًا واقتصاديًا عبر تدريبات تهدف إلى تعزيز مشاركتها المجتمعية. بالإضافة إلى ذلك، يقدم المركز برنامجاً لرعاية كبار السن وبرامج تعليمية وتنموية للنساء والفتيات بالشراكة مع وزارة الخارجية البلجيكية وباقي شركاء المؤسسة، ما يجعله ملاذًا للفئات الأكثر حاجة في ظل الأزمات، وقد شكّلت الحرب الأخيرة عامل ضغط كبير على المركز، حيث استقبل المزيد من أهلنا نتيجة اغلاق العديد من المراكز الصحية في المناطق المجاورة.
في محطة ثانية، زار الوفد مبنى حارة حريك لتنمية القدرات البشرية الذي يمثل مثالًا حيًا على الصمود على مدار الأزمات والحروب. تعرض المركز لأضرار جسيمة نتيجة القصف الذي دمر المناطق المحيطة به، لكن ذلك لم يثنِ فريق العمل عن تقديم الخدمات الإنسانية من مواقع بديلة. يضم المركز وحدة طبية تقدم الرعاية الصحية الأولية للمجتمع المحلي، بالإضافة إلى برامج تعليمية وتنموية تستهدف الفئات الأكثر هشاشة. رغم التحديات، ظل المركز نقطة أمل للسكان، واستمر في تقديم الدعم الطبي والتنموي في أصعب الظروف، حتى اضطر للاغلاق خلال الشهر الماضي، واليوم يتم إعادة تأهيله واصلاحه ليكمل دوره.
ورحب الدكتور مهنا بالوفد معبرًا عن شكره لتضامنهم ودعمهم، وقال: "إن مؤسسة عامل قد عملت ضمن 200 مركز إيواء بقيادة 2300 عامل ومتطوع عبر 24 عيادة نقالة و40 مركزاً، جميعم ملتزمون بقيم العدالة والتضامن وحقوق الإنسان. نحن الآن بصدد إصلاح 14 مركزًا تعرضت لأضرار جزئية نتيجة الحرب، ونواصل العمل للوقوف إلى جانب الناس في كل لبنان. الوضع في لبنان صعب للغاية؛ نسبة الفقر وصلت إلى 82%، و37% يعيشون في فقر مدقع، بينما يوجد حوالي مليون ونصف لاجئ سوري، و250 ألف فلسطيني، و230 ألف عاملة منزلية مهاجرة. نصف السكان بحاجة إلى الدعم." وأضاف: "نحن بحاجة إلى أصدقائنا لدعم لبنان، حيث يواجه بلدنا تحديات كبيرة لكنه يملك إمكانيات هائلة. نسعى لتعزيز التماسك الاجتماعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية تعزز المواطنة. نموذج "عامل" يقوم على الإنسانية والعمل المشترك لتحقيق العدالة والكرامة للجميع."
واعتبر أن الآن هو الوقت للوقوف مع لبنان. في نفس الوقت، نحتاج إلى وقف إطلاق النار في غزة، حيث يستمر الوضع هناك منذ عام وشهرين، وهناك إبادة جماعية مستمرة. نأمل في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وكذلك للبنان، بالإضافة إلى سوريا الشقيقة.
في ضوء الزيارة، أعرب السفير باولز عن تأثره بالدور الذي تقوم به مؤسسة عامل، قائلًا: "السفارة البلجيكية فخورة جدًا بشراكتها مع مؤسسة عامل. إن اكتشاف هذا النموذج الإنساني الذي يقدمه فريقكم، والقصص المؤثرة التي تخص الأشخاص المتضررين، هو مصدر إلهام. رؤية تأثير القصف على عملكم تؤكد لنا صمود الشعب اللبناني، الذي تمكن من امتصاص صدمة العنف الكبير على مدى العام الماضي وأكثر." وأضاف: "بلجيكا لطالما دعت إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وإطلاق سراح الأسرى، ونأمل الآن أن نرى تطورات سياسية إيجابية في لبنان. أود أن أهنئكم، دكتور مهنا، وفريقكم على العمل الرائع الذي تقومون به في بلد يواجه تحديات كبيرة."
وأشاد النائب نويمان بالجهود الإنسانية التي تبذلها مؤسسة عامل قائلاً: "ما يميز مؤسسة عامل هو الإصرار على تقديم الدعم دون أي تمييز، والعمل الدؤوب نحو التغيير الإيجابي رغم الظروف القاسية. زيارتنا إلى مراكز عامل أكدت لنا أهمية العمل الذي تقومون به في دعم الفئات الأكثر هشاشة."
تجسد هذه الزيارة دعم المجتمع الدولي لمؤسسة عامل الدولية ولرسالتها في بناء نموذج إنساني يحتذى به. كما تؤكد على أهمية التضامن مع لبنان في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب تكاتف الجهود الجماعية للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني وتعزيز صموده.
بيان صحفي: سفير بلجيكا ووفد برلماني ألماني يجولون على مراكز مؤسسة عامل الدولية في بيروت*