ليس اصعب من فقدان ادوية الامراض المستعصية والمزمنة، وعكس كل الكلام عن تأمين ادوية، فإن الدواء في طرابلس والشمال بات مفقودا منذ اكثر من ثلاثة أشهر، ويسعى المرضى بجهود مضنية لتأمين ادويتهم، فإن عثروا عليها فان اسعارها تفوق الطاقة المالية لأي عائلة بسبب ارقامها الباهظة، والبعض الآخر يعمل على تأمين ادوية من تركيا رغم غلاء سعرها.
بات فقدان الادوية في طرابلس والشمال معضلة اساسية، وحتى اليوم ليس في الافق ما يبشر بتأمين هذه الادوية، خاصة اولئك الذين يعالجون من امراض مزمنة، وكانت وزارة الصحة تتولى تأمينها، ويخشى المرضى من تفاقم هذه المعضلة وتأخر تأمين الادوية، في حال توسع دائرة الحرب في الجنوب الى ما يشبه حرب الابادة في غزة. فلبنان يمر بازمات على مختلف القطاعات، فكيف لو وقعت الحرب المدمرة على مدنه وساحاته؟ هل اتخذت وزارة الصحة وبقية الوزارات فعلا الاجراءات والاحتياطات الكافية لمواجهة هذه الحرب المحتملة؟…
فالمعاناة مع ادوية الامراض المستعصية والمزمنة طويلة دون حروب، فكيف ستكون الحال لو اندلعت الحرب؟
الى جانب فقدان الادوية المذكورة، فان اسعار الادوية التي شملها قرار رفع الدعم باتت دون استطاعة الكثير من العائلات شرائها، واصبحت مواقع التواصل الاجتماعي في طرابلس والشمال حافلة بنداءات المساعدة لصرف الوصفات الطبية لمرضى يعجزون عن شراء دوائهم.
فقد رفع الدعم عن كثير من الادوية، وارتفعت اسعارها وفق سعر صرف الدولار، حيث باتت وصفة طبية واحدة يتجاوز رقمها. المالي راتب الموظف في القطاع العام والمؤسسات العسكرية، فاقل وصفة تبلغ قرابة الـ 80 دولارا اميركيا، في حين ان راتب. موظفين لا يتجاوز الـ 60 دولارا…
وقد اشتكى العديد من المواطنين فقدان الغطاء الرسمي لصحة المواطن، وغاب الاستشفاء والطبابة عن اولويات حكومة. تصريف الاعمال التي تتخبط في ازماتها المالية وفي عجزها امام اوجاع المرضى.
بعض المرضى اشاروا الى ان عجزهم عن تأمين ادويتهم المزمنة، يعرّض حياتهم لمخاطر تفاقم المرض وصولا الى خطر الموت. ومرضى آخرون يدفعون قرابة المئة وخمسين دولارا ثمنا لابرة دواء واحدة، يحصلون عليها من تركيا عبر مواطنين خلال زيارتهم. اسطنبول، واصبح السائح اللبناني يحمل معه باقة من الوصفات الطبية نظرا لفارق السعر بين لبنان وتركيا، البلد الذي يوفر. الدواء مجانا لمواطنيه، بينما يرفع لبنان الدعم عن دواء اللبنانيين.
لبنان والعالم
أزمة صحية خطيرة في طرابلس…