الكرة اللبنانية
شربل كريّم
تعادل الأنصار مع الأهلي النبطية بعد أن كان متقدّماً بهدفين
انطلاقة استعراضية للدوري اللبناني لكرة القدم بنسخته الـ62، إذ شهدت كمّاً لافتاً من الأهداف منذ افتتاح المرحلة الأولى وحتى نهايتها وسط رسائل مبطّنة بين الكبار تشي بمباريات قوية مقبلة
بـ20 هدفاً أي بمعدّل أكثر من 3 أهداف في المباراة الواحدة، التقى الدوري اللبناني مع التوقّعات التي أشارت إلى موسمٍ مثير وتنافسي إلى أبعد الحدود.
بداية أكثر من ممتازة للبطولة التي كان من المنتظر أن تكون صورتها مغايرة مع رفع عدد الأجانب في كل فريقٍ إلى أربعة، فترك هؤلاء بصماتهم في غالبية المباريات، ولعبوا دوراً رئيساً في انتصارات فرقهم.
توازياً، بدا وكأن الفرق المتوقّع أن تلعب الأدوار الأولى حاضرة لأي نزالٍ مع منافسيها الأساسيين، إذ بعيداً من النتيجة المفاجئة للأنصار بتعادله مع الضيف الجديد الأهلي النبطية (2 ـ 2) بعد تقدّمه عليه بهدفَي حسن معتوق والحاج مالك (سجّل للنبطية السنغالي بايي بادجي وشادي الجوني)، أوفد العهد رسالةً واضحة إلى النجمة قبل القمّة المرتقبة بينهما الأسبوع المقبل بأنه جاهز إلى أبعد الحدود للدفاع عن لقبه وإبقائه في خزائنه للموسم الثالث على التوالي.
رسالة العهد الفائز على الراسينغ بنتيجة كبيرة (5 ـ 1)، (سجّلها للفائز السوري محمد المرمور (2)، زين فران، الأسكتلندي لي إيروين من ركلة جزاء وكريم درويش، وللخاسر حسين حيدر)، كانت في اتجاهات مختلفة، فوصلت شظاياها إلى شباب الساحل الذي تغلّب على الحكمة (3 ـ 1) في افتتاح المرحلة، وإلى البرج الذي عاد من الشمال فائزاً على طرابلس العنيد بهدف السنغالي تيديان كامارا، وطبعاً إلى النجمة الذي كان قد حقّق فوزاً شمالاً أيضاً وبنتيجةٍ عريضة على الصفاء، بالأهداف الثلاثة التي وقّع عليها محمد صادق، ماهر صبرا والبرتغالي جوزيه ألبرتو إمبالو
هذه النتيجة تحديداً شكّلت المفاجأة الكبرى لا بسبب أداء النجمة المنتظر منه دائماً تقديم مستوى رفيع في ظل اللاعبين الذين يمتلكهم، إنما لناحية السقطة المدوية للصفاء الذي كان الأكثر نشاطاً في سوق الانتقالات حيث جمع العديد من النجوم المحليين، وأضاف إليهم العنصر الأجنبي الأوروبي.
تعثّرٌ لم يكن متوقّعاً بهذا الشكل، تماماً كتعثّر الأنصار الذي أهدر نقطتين كان يفترض أن تكونا في متناوله كون خصمه طريّ العود في الدرجة الأولى، لكنه وقف ليشير باكراً إلى نقاط ضعف «الزعيم»، وليؤكد بأن بلوغه المباراة النهائية لكأس الاتحاد لم يكن صدفةً.
شهدت مباراة العهد والراسينغ اختبار تقنية الـ VAR للمرة الأولى
نجومية الأجانب
بطبيعة الحال، وبعيداً من «دربي الجنوب» الذي حسمه التضامن صور أمام الشباب الغازية بهدفَي جواد كوثراني والفلسطيني غسان سريّة، بدا تأثير العنصر الأجنبي في النتائج عامةً، انطلاقاً من مباراة شباب الساحل والحكمة التي ساد فيها التعادل بعد تسجيل حسين عواضة هدف الأول وحسن حمود هدف الثاني، فظهر النيجيري فرانسيس نوانكو ليقدّم نفسه إلى الجمهور بثنائية حاسمة.

وإلى جانب افتتاح إمبالو لرصيده التهديفي مع النجمة، كان مواطنه لاعب الوسط جيلسون كوستا حاضراً بشكلٍ لافت في خط الوسط، بينما استحقّ أجانب العهد التصفيق الحار بعد الأداء الممتع للسوريين محمد المرمور ومحمد الحلاق والأردني محمد أبو حشيش الذين أظهروا قدرات مطلوبة من كل لاعب أجنبي تعاقد معه فريقه لإحداث الفارق الذي خلقه كامارا مثلاً بهدف الفوز للبرج وبادجي بالهدف الذي أعاد الأهلي النبطية إلى المباراة ليخطف نقطةً منها.
بكل الأحوال بداية إيجابية على كل المستويات، تعد بموسمٍ أفضل من المواسم السابقة بكثير، إذ شهدت مباراة العهد والراسينغ اختبار تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) للمرة الأولى.
وجاء هذا الاختبار لإكمال الخطوات الضرورية قبل الحصول على الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي للعبة من أجل اعتماد التقنية نهائياً في المباريات المحلية، إذ لم تتم العودة إلى الـ VAR خلال اللقاء ولم يكن هناك تدخل في القرارات النهائية للحكام كون حضور هذه التقنية كان ضمن سياق الاختبار لا أكثر، وقد بدت أهمية هذا الاختبار واسعة من خلال متابعة المسؤولين عن الحكام للتفاصيل وحتى حضور رئيس الاتحاد هاشم حيدر إلى الملعب للاطّلاع على سير الأمور.
تصوير:طلال سلمان
الاخبار
الدوري ينطلق على وقع رسائل مبطّنة بين الكبار...