Maarakeh online logo

m66

33

fss   aass
الإمام موسى الصدر رائد الحوار الثقافي والسياسي والحضاري في لبنان والعالم الإسلامي


إنه الغائب الحاضر ، إنّه حالة وطنية عابرة للطوائف ، كلمته الصدق، حكمه العدل، قلبه الإيمان، موقفه المبدأ والقضية، والحق، علاقته بالآخرين علاقة الأخوة والانفتاح على الآخر والاعتراف بهم وليس إلغائهم.
كان رجلاً استثنائياً تخطّى دوره الساحة اللبنانية فكان مُصلِحاً اجتماعياً، مُفكّراً تغييرياً، ترك إرثاً ثقافياً إنسانياً فأرسى مدرسة قائمة على الإصلاح والحوار والانفتاح والاعتراف بالآخر. والتقريب بين المذاهب والطوائف لما فيه خدمة الإنسان ورَفْع الظلم عنه.
يده غصن زيتون وراية سلام، عقله في قلبه ليكون المحبة، وقلبه في عقله ليكون الكشف والإبداع. إيمانه بالإنسان ينتهي إلى الانفتاح ومنه إلى الحوار الذي يتسع إلى كل الناس . من اقواله : "وجود "التنوّع بين الأفراد" هو السبب الأصيل في تكوين "التفاعل بين الأفراد" وبالتالي في تكوين المجتمعات، فالاختلاف في العنصر والرأي والإنتاج في المجتمع العالمي يجب أن نعتبره "كمالاً له وجمالاً فطرياً". يسهّل "التعارف والتعاون والتكامل والوحدة". النَغَم الذي أعزفه أنا يجب أن يتناسق مع ما يعزفه الآخرون، ليكون صوتاً منسّقاً "وكلّ إنسان يؤّدي دوره وينسجم مع المجموعة البشرية والمجموعة الكونية".
إنطلق الإمام الصدر في فهمه لقضية الأقليات من قاعدة ضرورة تقوية التعايش بين أبناء الطوائف والمذاهب والأديان بصرف النظر عن لعبة الأحجام والديموغرافيا وعقدة الأقلية والأكثرية.
جعل الإمام الصَّدر من الاجتماع الإنساني الخَيِّر نِبراساً له يتوجَّه إليه عبر قِيَمِ الإسلام ومبادئه وتشريعاته. 
وانطلاقاً من هذا التَّركيز الأساسي والنوعي على الوجود المجتمعي للإنسان، في فكر الإمام السيِّد موسى الصَّدر، فإنَّ موضوع الحريَّة الإنسانيَّة يطرح نفسه بشدة وقوة في هذا المجال؛ خاصَّة وأن الحريَّة قضيَّة مفصليَّة في فاعليَّة الوجود الإنساني عامَّة، ومحور أساسيّ في تشكُّل أي تجمُّع إنسانيّ بشكل خاص. ولذا، فإنَّ معيار القدرة على الفعل المجتمعي الإنساني يرتبط ارتباطاً عضوياً بمفهوم المجتمع الإنساني للحريَّة. والإمام السيد موسى الصَّدر لم يغفل البتَّة عن هذه القضيَّة المفصليَّة والمحور الأساسي في الفعل المجتمعي الإنساني؛ وها هو يقول "الحرية هي أفضل وسيلة لتجنيد طاقات الإنسان كلها، ولا يستطيع الفرد أن يخدم في مجتمع لا تسوده الحريَّة، ولا يستطيع أن ينطلق بجميع طاقاته وينمي جميع مواهبه اذا أعوزته الحرية.
ألسنا بحاجة إليه في أيام التطرّف والعصبيات الطائفية والمذهبية
وفي ظل الطغيان و الظلم والفساد وفي ظل التشرذُم واستهداف كرامتنا وحقنا وعزَّتنا وحريتنا.
سنستذكره ونستحضر اقواله ونرفع رايته لانها رايه السلام والتسامح وتقبل الآخر .
د. رناأبوظهر
سفيرة حوار الحضارات
والمنسقة العامة للمجلس الدولي للحوار الديني والانساني في اوسلو


الإمام موسى الصدر رائد الحوار الثقافي والسياسي والحضاري في لبنان والعالم الإسلامي



Maarakeh Online footer logo

© 2018 Maarake Online

Powered by:VAST Logo