28-07-2021 |المصدر: النهار

تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بفيديوين، من لبنان، بمزاعم انهما يظهران "عودة رجل الى الحياة من جديد خلال دفنه". الا ان هذه المزاعم لا صحة لها. المشاهد صُوِّرت في #البويضة في قضاء #الهرمل، خلال تشييع #أحمد الحاج حسين الثلثاء 27 تموز 2021. و"كان ميّتا، ولم يعد الى الحياة"، بخلاف ما يتم تناقله في شكل خاطئ. وقد أكد طبيب في مستشفى بالهرمل وفاته، بعد نقله اليه من المقبرة في البويضة، ثم أعيد اليها لدفنه. FactCheck#
"النّهار" سألت من أجلكم
الوقائع: منذ ساعات، تكثّف التشارك في الفيديوين، في وسائل التواصل الاجتماعي، وايضا عبر تطبيق واتساب. المشاهد في الفيديو الاول تظهر رجلا وامرأة وهما يضغطان تباعا على صدر شخص تمدّد أمامهما، في محاولة لانعاشه، على ما يبدو، بينما تحلق حولهما حشد. وفي الفيديو الآخر، تشاهد سيارة اسعاف تابعة للصليب الاحمر اللبناني متوقفة، بينما تجمع حولها حشد، ثم تنطلق مسرعة. وقد أُرفق الفيديوان بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "عاد للحياة من جديد أثناء الدفن. حدث ما لم يكن بالحسبان"، "ذاهبون لدفنه وأثناء صلاتهم عليه تنفس، اخدو عالمستشفى ورجع عاش طبيعي. لا معلومات عندي اكثر" (هنا، هنا، هنا، هنا...).
التدقيق:
وفقا لمعلومات موثوق بها حصلت عليها "النهار"، فإن الفيديوين صُوِّرا في البويضة في قضاء الهرمل، أمس الثلثاء 27 تموز 2021، خلال تشييع أحمد الحاج حسين، وهو شاب ثلاثيني "وقع عليه ردم خلال تفتيشه عن خردة" قبل نحو يومين، الأمر الذي ادى الى "اختناقه وانقطاع الاكسجين عنه ربع ساعة على الاقل".
وقال مصدر مطلع لـ"النهار": "خلال انزال الحاج حسين الى الحفرة لدفنه، عصر الثلثاء، حصلت اختلاجات في الجثة على ما يبدو، تنبه اليها عدد من المشيعين. فنادوا ممرضة كانت في المكان، باشرت عملية انعاش الرجل. ووفقا لما قالت، لاحظت حركة نبض لدى الحاج حسين".
وعلى الاثر، "تم الاتصال بالصليب الاحمر اللبناني في المنطقة، على اساس ان الامر يتعلق برجل غائب عن الوعي. ولدى وصول عناصر الصليب الاحمر، استخدموا الاوكسيميتر (جهاز قياس الاكسجين في الدم) بحثا عن نبض لدى الرجل. فوجدوا ان لا نبض لديه".
وللحصول على تشخيص طبي أكيد، "تم نقل الرجل الى مستشفى العاصي في الهرمل، حيث أجرى له طبيب الطوارئ تخطيطا للقلب أثبت انه ميت. ثم أعيد نقل جثة الراحل الى المقبرة في البويضة، حيث دُفِنت".
- "ليس ممكنا من الناحية العلمية" -
خلال دفن الراحل، تلقى طبيب الجراحة العامة في مستشفيي البتول والعاصي في الهرمل الدكتور مجيد ناصر الدين اتصالا من اهل الراحل، فيما كان جثمانه في المقبرة، "ليخبروني ان جسمه لا يزال دافئا". الطبيب الذي لم يكن قريبا من المنطقة عند تلقيه الاتصال، أكد ان "عودة الراحل الى الحياة"، كما اعتقد الاهل ومشيعيون، "ليست ممكنة من الناحية العلمية".
والسبب هو أن أحمد الحاج حسين "كان يعاني أذية دماغية كبيرة"، على قول ناصر الدين الذي تابع حالة الراحل مع طبيب آخر لجراحة الاعصاب عندما أُدخل مستشفى البتول في الهرمل، بعدما وقع عليه الردم. وشرح ان هذه الاذية الدماغية الشديدة تسبب بها "نقص في الاكسجين، لمدة ربع ساعة على الاقل".
كذلك، عانى الرجل "توقفا في القلب"، بعد ادخاله المستشفى. وبعد انعاشه، "عاد القلب الى العمل"، لكن بقيت لديه "حالة أذية دماغية كاملة".
وفي اليوم التالي على وقوع الحادث، تمّ نقل الحاج حسين الى مستشفى في بعلبك، وهناك "توقف قلبه"، وأعلنت وفاته.
كيف يمكن تفسير اعتقاد المشيعين ان "الحاج حسين عاد الى الحياة"؟
أجاب الدكتور ناصر الدين انه لكون الحاج حسين "شاباً"، اذ "عمره 34- 35 عاما"، كان قلبه "قويا"، ومن الممكن ان يعطي نبضات بسيطة، لا قيمة لها، حتى لو بعد فترة. لكن الحاج حسين كان متوفيا دماغيا وتنفسيا في شكل كامل".
وأضاف عاملا آخر أدى دورا هو "الطقس الحار" الذي يشهده لبنان حاليا.
وأفاد ان تخطيط القلب الذي أجراه طبيب الطوارئ في مستشفى العاصي في الهرمل للحاج حسين، بعد نقله اليه من المقبرة في البويضة، كان حاسما. "الرجل كان ميتا".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم المتناقلة ان أحمد الحاج حسين "عاد الى الحياة خلال دفنه". وقد أكد طبيب في مستشفى بالهرمل وفاته بعد نقله اليه من المقبرة، ثم أعيد اليها لدفنه.
النهار
عاد إلى الحياة من جديد خلال دفنه"؟ إليكم الحقيقة