فوزي سليمان - معركة


أزمة الوقود تعمق الأزمة الاقتصادية والأحوال المعيشية المتردية للبنانيين

تتخطى درجات الحرارة في الجنوب خلال هذا الأسبوع عتبة الـ 30 درجة مئوية، مع نسبة رطوبة تلامس الـ60 في المئة. حر شديد، ولكنه وضع طبيعي لا يخرج عن المعدلات السنوية المسجلة لمثل هذه الأيام من العام الماضي، وبالطبع ليس أعلى المعدلات العالمية للحرارة. ومع ذلك استيقظ سكان حي الغرب في بلدة معركة الجنوبية اليوم وهم يشعرون أنهم "في جهنم"، ومثلهم مئات الآلاف من اللبنانيين.

"استيقظنا على انقطاع كهرباء توقفت معه مكيفات الهواء وأنظمة التبريد، وخدمة الإنترنت، الوضع يشبه الاستيقاظ على كارثة في الأفلام." يقول حسين ، "كل ما يعمل على الكهرباء متوقف، باستثناء هواتفنا ببطارياتها المحدودة، التي اطلعنا منها على ما يجري في البلاد".
وقال: "اتصلت بصاحب المولد السيد هشام رومية شاكياً فرد علي معتذراً بأن لا مازوت لديهم وأن بعض البلديات تعمل بشكل خاص على تأمين مازوت من مناطق ثانية من أجل تأمين الكهرباء للسكان، والجميع أمام عجز تام عن معالجة الأمر".

بلاد بلا كهرباء

انقطاع شامل في التيار الكهربائي، ليس سببه فقط التقنين القاسي المعتمد من قبل شركة كهرباء لبنان والناتج عن أزمة تأمين الفيول (الوقود) اللازم لمحطات التوليد، وإنما المشكلة في البديل، مولدات الكهرباء الخاصة التي تغطي تاريخياً للبنانيين عجز شركة الكهرباء وتقنينها، والتي انقطعت من مادة المازوت التي فقدت من الأسواق نهائيا بسبب عمليات الاحتكار والإقبال الكبير على تخزينها بسبب الرفع الجزئي للدعم عن المحروقات.
وعند المقلب الآخر من البلدة، ورغم الازمة بقيت المولدات الخاصة التي تعود ملكيتها للسيد فؤاد ديب تعمل لغاية الآن، ولكن من غير المعلوم ما إذا كانت ستصل إلى نفس الطريق التي وصلت إليها مولدات حي الغرب، خاصة وأن لا مازوت في الأسواق.