تصوير:فوزي سليمان.
عبد معروف
ليست هي المرة الأولى التي تنظم فيه السفارة الفلسطينية في بيروت، احتفالا بمناسبة اليوم الوطني الفلسطيني أو بمناسبات أخرى، لكن احتفال الأمس في مطعم زاد البحر، كان مميزا، ليس نتيجة الحشد الواسع الذي شارك في الاحتفال من مختلف المستويات الدبلوماسية والرسمية والحزبية والشعبية، فالاحتفالات السابقة لم تكن أقل من ذلك، بل لأن الاحتفال هذه المرة جاء في إطار الأمل الذي ساد في أوساط عدة منذ تسلم السفير الجديد محمد الأسعد مهمته كسفير لدولة فلسطين في لبنان، وما شهدته الساحة الفلسطينية وتحديدا حركة”فتح” ومنظمة التحرير الفلسطينية والسفارة الفلسطينية من مخاضات وإقالات وتعينات وبيانات وتصريحات، أثارت القلق والهلع من أن يؤدي ذلك إلى حالة من الفوضى بكل ما تعني كلمة الفوضى من معنى.
القدرة على الجمع والحشد والاحتفال ساهم في التأكيد على أن الأوضاع الداخلية الفلسطينية (وخاصة بين أبناء الفصيل الواحد) مضبوطة و”ممسوكة” إلى حد كبير، ومدعومة إلى حد واسع من الدولة اللبنانية بكل مستوياتها الأمنية والسياسية.
وبالتالي ما يميز احتفال الأمس باليوم الوطني الفلسطيني عن الاحتفالات السابقة أنه أشار إلى أن الوضع الداخلي الفلسطيني (الرسمي والفصائلي) أمام مرحلة جديدة من العمل السياسي والتنظيمي والدبلوماسي، يتفائل البعض بنتائجها المرتقبة.
فالاحتفال كان ناجحا في الحشد والدلالات التي أشار لها، لكن من الواضح أن الاحتفال مجرد خطوة لمسار سياسي وتنظيمي من حق الجميع أن يوجه التساؤلات والاستفسارات حوله، ومن حق الشعب الفلسطيني والبنية القاعدية لحركة “فتح” ومنظمة التحرير أن تسأل إلى أين تسير بنا القافلة بالقيادة الجديدة للمرحلة الحالية؟
لم أكن يوما على مقربة من السفارة الفلسطينية في بيروت أو مع أي سفير فلسطيني في لبنان، وكثيرا ما تعرضت للتعسف والاضطهاد من السفير ومن فريق عمله الذي يتقن فن التلوين والرياء، لكن ما سمعناه من السفير الحالي في خطابه أمام الاحتفال يوم أمس يؤكد على أنه يمتلك رؤية وطنية واضحة للمرحلة القادمة، ومن المسافة التي تفصلني عن الأستاذ محمد الأسعد يمكن لي القول أن الاحتفال والحشد والأهازيج لا تكفي لبداية الطريق وإصلاح ما أفسدته السنوات الماضية جعلت من شعبنا وفصائلنا وبعثتنا الدبلوماسية تعيش حالة ضياع ومنافسات مدمرة.
ومثلما تعميم الفساد لا يتحمل مسؤوليته القائد الأول وحده، بل أيضا يتحمل مسؤوليته فريق العمل الذي يعمل معه سواء بالمشاركة أم بالصمت، كذلك نجاح القائد في مهمته، لا يكون له الفضل وحده، بل الفضل أيضا موصول لفريق العمل الذي يعتمد عليه، وهنا يتحمل القائد مسؤولية تعيين فريق عمله، لأن على فريق العمل مسؤولية العمل الميداني.
ما أقصده هنا، أن لا نتائج إيجابية متوقعة من قائد واع ومندفع للعطاء، ومن حوله فريق عمل مترهل وفاسد وضعيف يتقن فن التلوين والتزلف و”تمسيح الجوخ” كما يقال، والأمل كبير بقائد وطني مندفع ومن حوله فريق عمل على قدر المسؤولية واعيا وإبداعا وتنظيما وفكرا ووطنية بعيدا عن التزلف.
المرحلة صعبة وقاسية، وهذا يتطلب قراءة دقيقة لطبيعتها ومخاطرها، والقيادة الحكيمة هي القيادة التي تتمكن من قراءة هذا الواقع بهدف تغييره وبهدف حماية الشعب والدفاع عن القضية بأدوات نضالية سياسية ودبلوماسية قادرة على تحمل المسؤولية.
يبقى الامل وفي ظل هذا الظلام الدامس الذي يغطي المرحلة ان يتمكن سعادة السفير الدكتور محمد الاسعد من قيادة هذه المرحلة ليخرج شعبنا الفلسطيني في لبنان وقضايانا الانسانية والوطنية من الضياع والتيه السائد.
يبقى الامل بسعادة السفير لبداية مرحلة جديدة يسودها الامل بأن الغد افضل


















































































































































































































































































































































