تصوير:يوسف عجمي.
مهنا: صمود الانسان اقوى من الحروب وعلى المجتمع الدولي ان يتحرك لوقف الانتهاكات ضد لبنان.
في إطار التعاون القائم بين السفارة البلجيكية في لبنان ومؤسسة عامل الدولية، قام السفير البلجيكي في لبنان السيد أرنو باولز يرافقة القائم بالاعمال بيار لوي رناربزيارة ميدانية إلى منطقتي العرقوب والخيام، ،باشراف وزارتى ودار الفتوى ومؤسسة عامل الدولية.
وكان في استقباله المفتى حسن دلة ورئيس مؤسسة عامل الدولية الدكتور كامل مهنا وعضو الهيئة القيادية الدكتورة زينة مهنا وفريق عامل لالاضافة الى كل من نائب رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور جهاد دياب والمخاتير ورئيس بلدية كفرحمام الدكتور معضاد رحال، والاعضاء وفعاليت البلدة ، رئيس بلدية راشيا الفخار السيد بيار عطالله ورئيس جمعية تمدن الدكتور زياد الضاهر.
لقد تم الاطلاع في مركز العرقوب الصحي الاجتماعي ، الذي تضرر من جراء الحرب، لكن بفضل إصرار المجتمع المحلي وروح العمل الجماعي أعيد تأهيله ليستعيد دوره في مساندة مئات العائلات من مختلف القرى. واطّلع السفير على البرامج التي ينفذها المركز في مجالات الرعاية الصحية الأولية، والدعم النفسي والاجتماعي، وتمكين المرأة، والتوعية المجتمعية، مؤكداً أن "العمل في هذه المناطق المتأثرة بالنزاعات هو شهادة حية على قدرة الناس على تحويل الألم إلى طاقة حياة، وهو ما نجسده من خلال التزامنا اليومي بالإنسان ولقد رحب سماحة المفتى حسن دله بالسفير وشكره على ما تقوم بلجيكا في دعم لبنان والمناطق الشعبية.
وأكد الدكتور مهنا أن عملنا في المناطق الحدودية والشعبية لا سيّما تلك التي تتعرض للحروب والاعتداءات، يحمل رمزية كبيرة في الدفاع عن الحياة مقابل منطق الاحتلال وانتهاك الكرامة الإنسانية، مشيراً إلى أن "عامل لا تقدم برامج فقط، بل تبني ثقافة حياة – ثقافة تحرر إنساني تؤمن بأن كرامة الإنسان هي فعل مقاومة، وأن التنمية هي الطريق الأصدق نحو بناء الإنسان الحر، وتحقيق الاستقرار في المجتمعات."
ونوّه مهنا بالعلاقة التاريخية التي تجمع مؤسسة عامل وبلجيكا، الممتدة عبر سنوات من الشراكة في عدد من المراكز والمشاريع، قائلاً إن "ما يجمعنا هو الإيمان بأن الكرامة الإنسانية لا تُجزّأ، وأن الدفاع عنها مسؤولية جماعية في وجه الحروب والتمييز وازدواجية المعايير."
وتحدث السفير باولز إلى فريق المركز عن أوضاع الأهالي والعائلات التي عادت تدريجياً إلى المدينة، وعن حاجاتهم المتزايدة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، مشيداً بتنوع البرامج التي تنفذها عامل وقربها من الناس، معتبراً أن هذا النموذج من العمل "يعكس فعلاً معنى التضامن الإنساني الحقيقي ولقد شكر ما يتم انجازه في المناطق الشعبية.
استكملت الجولة الى مركز الخيام الصحي الاجتماعي التنموي وكان في اسنقباله رئيس بلدية الخيام المهندس عباس يوسف علي والفريق العامل في المؤسسة، هذا المركز الذي عاد إلى الحياة بعد أن كان قد تهدّم بشكل شبه كامل خلال الحرب الأخيرة، في مشهدٍ يجسّد إرادة الحياة والإصرار على ثقافة الصمود. وأوضح الدكتور مهنا أن "هذا المركز شكّل منذ تأسيسه خط صمود إنساني أول في وجه الدمار، واليوم يعود لينهض من تحت الركام بجهود أبناء المنطقة وفريق عامل والبلدية وشركائها، وفي مقدمهم مملكة بلجيكا".
وفي ختام الجولة، دعا الدكتور مهنا المجتمع الدولي إلى مساندة الدولة اللبنانية في استعادة سيادتها وإعادة إعمار ما دمرته الحروب المتكررة، مؤكداً أن "لبنان لا يحتاج إلى الشفقة بل إلى العدالة، وإلى موقف واضح من الأسرة الدولية بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة التي تجرّ المنطقة كلها نحو مزيد من الخراب، في انتهاكٍ صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية، وتهديد لسلام وأمن المنطقة.
وأضاف: "عامل، التي تعمل اليوم من خلال أكثر من 40 مركزاً و24 عيادة نقالة في مختلف المناطق اللبنانية بقيادة 2300 متفرغ ومتطوع، تواصل أداء رسالتها انطلاقاً من فلسفتها التي تضع الإنسان أولاً، وتعتبر الحرية والعدالة الاجتماعية أساساً لكل نهضة."
من جهته، عبّر السفير البلجيكي عن تقديره العميق لجهود مؤسسة عامل، قائلاً: "نرى في هذه المراكز نموذجاً للإنسانية في زمن الأزمات. وجود فرق مؤمنة وملتزمة بهذا الشكل يبعث الأمل بأن لبنان سيبقى قادراً على النهوض مهما اشتدت الصعاب. نحن في بلجيكا نفتخر بهذه الشراكة وسنواصل دعمنا لكل من يعمل من أجل الإنسان وكرامته."
